facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكرامة .. شرف وعز


د. أميرة يوسف ظاهر
21-03-2023 10:24 AM

في ملتقيات النصر كنا هناك حيث بيارق الجيش العربي ترفرف فوق الخنادق وعلى روؤس التلال المطلة على الغور الذي شكل سببا لإرعاب الصهاينة، وكان قبرا لدباباتهم التي كانت متجهة لعمان والقيام بالتقاط الصور ودعوة الإعلاميين إيذانا بوقف المقاومة الفلسطينية، واحتلال المرتفعات الشرقية الأردنية بما فيها السلط كما ورد في الوثائق التي كانت لدى الجنود القتلى والدبابات الصهيونية المعطوبة، وكما زعم ليفي اشكول رئيس وزراء العدو ولكن هذه الدبابات وقطعان الصهاينة سرعان ما ضلوا طريق العودة تحت وطأة المدفعية الأردنية وتحت وطأة اللواء المدرع الأربعين، الذين دكوا تقدم جيش العدو وأردوا إرادته خلف أقبية الوادي الذي يحتضن الضفتين، وأثبتت إرادة المقاتلين والمقاومين حين تكاثفت الجهود وتوحدت القلوب لتلاقي الهابطين من السماء بالبارود والمدافع والسلاح الأبيض حول مئذنة الكرامة وعلى جوانب السويمة ونمرين والعارضة والشونة، وكان القائد الأعلى يعتلي دبابات المقاتلين ويقف خلف مدافعهم معلنا انتصار الجيش العربي في رد الغاصب إلى الأرض التي نتوثب لارتدادها في فلسطين التي نقف اليوم وفي ظل هذا الاستهتار الصهيوني، وما ورد على لسان وزير المالية الصهيوني في باريس باعتبار الأردن والضفة الغربية أرضا فلسطينية، وسيكون الرد كرامة ثانية إن أمعن هذا المغتصب بالاستهتار بقيم المواطنة والانتماء لدى الشعب والجيش اللذان سيقفان معا كما وقفوا معا في الكرامة المجد والتاريخ.

لقد عبرت الكرامة لموشيه دايان وزير دفاع الكيان الصهيوني مفقوء العين والقلب مع ليفي إشكول اللذان كانا يستعدان لشرب شاي المساء في عمان مع انتهاء يوم ٢١ اذار من عام ١٩٦٨م، ولكن سرعان ما تراجعت تصريحاتهم مع انتهاء اليوم بفشل المحاولة أمام بسالة الجيش الأردني الذي لقن العدو درسا لن ينساه، ومع حجم الخسائر التي لم يخسرها في أي حرب مع العرب مجتمعين وفرادى، وكانت الكرامة غرة مجدٍ يستهلها الداعون في صلاتهم والذاهبون إلى ميادين المعارك وهم متسلحين بالإيمان والحق، فما كان يمتلكه العدو كان غطرسة بعد حرب ١٩٦٧ واحتلال الأرض الفلسطينية، وكان هذا العدو يريد أن يذهب بعيدا شرق النهر ليبدأ التفاوض على ما سيقوم باحتلاله شرق النهر ليغض الطرف على ما تم احتلاله غرب النهر، وكان الأردنيون بكل فئاتهم واعين لما يخطط لهم وبالمرصاد لكل ما يقوم العدو إزاء أراضيهم وسقطت نظرية الجيش الذي لا يتقهقر، وبقيت القدس مهوى القلوب والعقول وبقيت أرض فلسطين مهوى الأيدي التي تقاوم وتجاهد وتشتد إليها الرحال، ليبقى هذا العدو متوترا ومسكونا بالموت والرعب كل يوم ففي الكرامة أعلنا أننا لن يستكين لنا جفن أو تلين لنا عزيمة ما دامت الأرض تئن تحت وطأة فرائص أقدامهم وتتلوث في ظل وجودهم البغيض.

الكرامة بقيت فرصة للتلاقي بين جيش عربي باسل ومقاومة عربية تلاقى فيها الأردنيون والفلسطينيون في القرى والبلدات التي حاول العدو اختراقها وما استطاع، ولن يستطيع أن يخترق لحمتنا حتى وإن حاول البعض أن يفتت هذا التلاحم وما استطاع، ولم يتدانى لأحد أن يفرق شملنا، وسيبقى الأردن قلعة لوقف الزحف الصهيوني، ومنطلقا كما أُعلن في الكرامة لاستعادة الحقوق في فلسطين، وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية توأم الوطن الأردني الذي يشكل وجعا في الخاصرة الصهيونية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :