لازلت أذكر خطواتي الأولى وأنتِ ممسكة بيدي كم شعرت بفرحة كبيرة في أول إنجاز لي في الحياة.. حتى أنني لم أنم تلك الليلة فقد ظللت أتجول في ممرات منزلنا الدافىء رغم الظلام الذي كان يسوده بسبب حلول موعد نوم العائلة لكن لم آبه بذلك فأنا كنت متأكدة بأن نور قلبك كان يحميني من الأشباح الشريرة التي كان كل طفل يعتقد بوجودها.
لست أنسى تلك الذكريات عندما طلبت منك إسوارة من الذهب كان يطلق عليها اسم - كف ذهب - عندما كنت في الثالثة من عمري وكان يتوجب عليك الذهاب في الصباح إلى العمرة ومع ذلك حرصتِ أن تحضريها لي رغم تأخر الوقت.. أو تلك اللحظة التي تجهزت للذهاب بها إلى روضتي وعندما وصلنا ذرفت عيني الدموع من فرط الحزن أنني سأفارقك حتى لو لساعات قليلة لكن تلك الدموع لم تهن عليك فأمسكتِ بيدي وأخذتيني معك إلى مكان عملك.
رغم أن تلك الذكريات قد تكون الآن في طي النسيان إلا أنها تعني لي الكثير.. فقد كانت لك بصمة كبيرة بحجم السماء وأكثر في حياتي ومازالت فكل إنجاز لي كنتِ أنتِ الداعم الأول لي فإذا فترت عن الطريق انتشلتني وأعدتني له.. لطالما كنتِ لي أماني ومأمني.. سندي وملجأي.. ولا أنسى عندما تضيق الأرض بي فيتسع قلبك لي.. ولا عندما أذرف الدموع فأرتمي في حضنك وتظلي تحاولين جاهدة حتى أبتسم، فأنتِ يا حبيبتي تزهرين أينما كنتِ فيزهر كل شيء حولك، كل عام وأنتِ بخير والخير لكل عام يا مهجة قلبي فليس هذا يومك وحسب بل كل يوم من أيام السنة هو لك.
حفظكِ الله يا أمي من كل شر و جميع أمهات العالم، و شفى الله المريضات منهن، و رحم الله من برحيلها كانت فاجعة أسكنت الآلام قلوب أبنائها، وتغمدها الله بواسع رحمته.