بمناسبة ذكرى معركة الكرامة العزيزة على قلوب الاردنيين…ويوم الأم ..
فالكرامة تغذيها الامهات لابنائها ويحافظ عليها الابناء ويستشهدون لصونها وصون كرامة الوطن والامة…
قصيدة تخلد لحظة التعرف على الشهيد من قبل زوجته وابنائه بعد خمسين عام ….. حين عودة رفاته من القدس …
هذا المضمخُ
في تراب القدسِ
زوجيَ …ذاتهُ
هذي بطاقَتُهُ
وهذا رُفاتُهُ
.. هو روحي الْ رَحَلتْ
وغابت في هواه..
والواقفون صُماتُ
حولَ النعشِ
أولاءِ بنونهُ
والباكياتُ هناك
هُنَّ بناتُه…
هذا العريفُ سميهُ
وحفيدُه...
وارِثْ جَرَاءَتَهُ
وكلَ سِماتَهُ
الحبَ والإخلاصَ
والفداء….
………..
هذا المضَمَخُ بالوفاء
قدْ فَزَّ يُذعِنُ للنِداء
ويُجِيبُ صارخةَ
المساء..
(صهيونُ يغتَصِبُ البلاد
والقدسُ تَغْرَقُ بالدماء)…
فَتَراكضوا …. هَبْوُا
لنجدةِ أرضهم
والشوقُ
يسبِقُ عدْوَهم
والموتُ حوَّمَ حولَهم
وهناكَ لاقوَا حَتفَهُم
غابوا ولكن فِعْلَهُم
ما غابَ….
القدسُ تعرِفُ مَنْ هُمُ
والأقصى أزْكَمَهُ الدَمُ
والشيِّخُ جراحُ استفاقَ
على تَهَلُلِ مَنْ سَموُا…
والذينَ أقسَموا…
ان لا يَعودوا خاسِرين ..
النصْرَ أو مُسْتَشهِدين ..
ثم غابوا صادقين
……………،
هذا الرُفاتُ رفاتهُ
هذي ابتسامتهُ
وهذا سُبَاتهُ
والقابِضات على السلاحِ
يَدِيه…
القدسُ والاقصى الجريح بقلبهِ
ومرابعُ الاردنِ في عينيه..
فواأسفي عليه…
وهذي لَمَةٌ شعرهِ
هذا الجبينُ جبينهُ
هذي العيون الاردنية عيونهُ
والتاجُ والطاقيةُ الخضراءُ...
هذي كتيبتهُ .. اشارتُها …
ونجمَتاه….
هذي يداهُ….
وساعةُ العرسِ البهيِ
ورَاحَتاهُ…
وخاتِمُ العقدِ البَهي
والْمَعْدَنِياتُ التي
تحوي فصيلةَ دَمِّهِ
ورَقْمِهِ
…….,
في جيب سترتهِ
هُنالِكَ صورةٌ..
هذا علي وهذيْ سارة
بحضنهِ …..
هذيْ أَنا.. يومَ الهَنا..
أُخِذَتْ بذكرى عُرسِنا
…..
ذي مَطرَةُ الماءِ الخواءُ
والخوذةُ الخضراءُ
جئنَ معاه..
الآنَ جاء...
والبيتُ حولَنا قد أضاء
خمسون عاماً ننتظرْ
ان يطرقَ البابَ الرجاء..
هذا هواهُ ومبتغاه
هذي نهايتهُ الكريمةُ…
مُشْتَهاه…
وذاك السيفُ…
جائزةُ المشاه…
يعرفُ حزمَهُ
ويذكُرُ إسْمَهُ
رفيقُ مُبْتَداه…
والآنَ يَشْهَدُ
مُنْتَهاه…
ردوا على النعشِ العظيم غَطَاه
وَوَسِْدوه سلاحَهً
وطوفوه بلادَهُ
ونَشِقوهُ هواه…
وتحسسوا من تربةِ الاردنِ
وارفةً
…تحققُ مُرْتَجاه
وأضجعوه بِبَطنِها
فَتَجِف دَمْعَتُها
ويخبو أنِينَها
ردوا اليها جَنينَها
قد طالَ شوق الأمِ
تحضنهُ … وطالَ حَنينُها
والإبنُ عادَ لحُضنِها
وسِنينِها
خمسون عاماً تنقضي
ما جَفَّ نقعُ الدَم
من جسد الشهيد..
واليومَ عادَ لبيتهِ ….
وتعودُ روحه منْ جديد
أصداءُ تكبيراته وصلاتهِ
تحي العهودَ بعِقبِهِ
وتعيدُ للاجيال نخوَتَها
واحرار الجنود..