"ويكا " في الاصل هو الفنان المرحوم خفيف الظل و الضابط السابق صلاح ذو الفقار ، و هو اسم تردد كثيرا في الافلام المصرية و احبه الناس عليه لان "ويكا " كان الذكي الامين والانسان الصادق في فيلم سياسي هو "غروب و شروق " لعب فيه دور ضابط طيار الى جانب المهندس في الفيلم رشدي اباظة و ابراهيم خان كشف فيه الخيانة و الغدر بين الاصدقاء.
"ويكا " اليوم هو فنان من نوع اخر ، هو جوليان اسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، الذي نشر 250 الف وثيقة سرية فضحت العالم الداخلي و ااظهرت الخيانة و الغدر في مؤسسات الحكم الامريكية و حلفائها من العرب . حيث قسم المعلومات الى ثلاث و هي ملف العراق ، ملف افغانستان ، ملف الولايات المتحدة الامريكية و عملاء الشرق الاوسط .
و في تلك الملفات الثلاث نشر الرسائل المتبادلة بين السفارات الامريكية و الخارجية الامريكية و المخابرات الامريكية التى نتجت عن اجتماعات بين ضباط مخابرات امريكيون و رؤساء دول و رؤساء حكومات و مسؤولون من الشرق الاوسط و الغرب ، كما نشر وثائق الاجتماعات الخاصة بين رجالات الحكم و قراراتهم في العراق و افغانستان و غيرها .
و طبعا كانت المنشورات تعكس الحقيقة الخفية و تعري الرؤساء و المسؤولون اللذين كانوا يصرحون للشعوب بعكس ما يتفقون عليه مع الامريكيين .
و في نفس الوقت كان الامريكيون يخاطبون الشارع السياسي الامريكي بعكس ما يطبخ في الداخل السياسي . و بالتالي كان "ويكا" هنا هو الذكي الامين و الانسان الصادق كما كان هو صلاح ذو الفقار ، و اختلف عنه بتقديم وجبات شهية من معلومات غاية في الدقة و السرية تمس احوال المنطقة و تظهر كذب الروايات و دجل القصص و غياب الاعلام.
المهم ، ان "ويكا " و اقصد اختصار "موقع ويكليليكس " قد ازعج بما نشر مؤسسات امنية في الغرب كما الشرق لانها اظهرت الحقائق دون مواربة ، و لا عجب مثلا ان يكون من ضمن الوثائق كيف ان صدام حسين كان عميلا للامريكيين من ايام الرئيس الراحل عبد الناصر ، و كيف ان الثورات العربية او الشرق اوسطية كانت بدعم امريكي للتعجيل بالرحيل البريطاني و الفرنسي من المنطقة ، و كيف ان امريكا مولت التنظمات الشيوعية في اوروبا و الافغان ثم انقلبت عليهم ، و كيف ترى بعض الحكومات العربية ضرورة ضرب ايران الاسلامية ، و الخطة لضرب جزب الله في لبنان ، و كيف التفاوض
الاسرائيلي الفلسطيني و التنازلات ، و كيف و من اين خرجت الطائرات الامريكية و البريطانية لضرب العراق و اسقاط نظامه ، و غيرها من الملفات التى هي من الخطوط الحمراء المغلقة و المزعجة للغرب و حلفائه من العرب بداءا من اليمن و الى مصر و المغرب على قول الموقع.
ان "ويكا" اسقطت ورقة التوت التى تغطى ما تبقى من العورة ، سواء عربية ام امريكية ، و بالتالي لم يكن هناك مفر سوى اغلاق الموقع و تعطيله من قبل اكثر من جهة امنية دولية تضررت من النشر , واقتياد صاحبه الى المحاكم بتهمة الاغتصاب في السويد و من سويدية ذات اصول تبدو يهودية .
الغريب في الامر ان دولة مثل السويد وهي الاكثر تحررا ، و هي الاكثر اهتماما بالشذوذ النسائي و الرجالي ، وهي الدولة التى تحمي الشاذين و تسمح لهم ببمارسة البغاء و لا مانع من الدعارة المنطمة على اراضيها معا و دون اي تحسس ، بل انها من مفاخر الحرية الجنسية لديهم في السويد. فكيف تمت برمجة تلك القضية الجنسية لمؤسس ويكيليكس علة ارض تسمح بحريات جنسية ،لولا انها لعبة استخيارية لانه تدخل و من خلال منطق استخباري ايضا في ملفات "سرية للغاية " و نشرها و اصبح يهدد العالم من منطلق انه يعرف كثيرا عن خباياه و اكاذيبه!!!!!.
بالمناسبة ، المعرفة الكثيرة تضر بصاحبها في دول غير ديمقراطية ، و تلك اول مرة تضر بصاحبها في دول تدعي الديمقراطية .و اقصد ان الشفافية و الديمقراطية و حرية الراي اصبحت مجرد اكذوبه على لسان مبتدعها في الغرب و لغة دبلوماسية يهددون الانظمة العربية في حال عدم تطبيقها .
فرح الكثيرون في العالم للمعلومات ، و لكن الاهم ليس في " ويكا " و لكن في "بريطانيكا " الموقع القادم و الذي سيتحدث عن وثائق الخارجية البريطانية في الشرق الاوسط بعد مرور ثلاثين عاما و هو ما ينص عليه القانون البريطاني ، و الذي يحمل بالطبع معلومات مغذية عن رؤساء حكومات شهدت لهم الساحة بأنهم و طنيون و لكن حد علمي و قراتي في الغرب انهم تلقوا تعليماتهم من السفراء البريطانيين في المنطقة و كانوا اذناب للمستعمر البريطاني ، اليوم قادم و الملفات البريطانية محك سيكسر انف المتزلفين اصحاب المقامات العليا و اللذين وصلوا الى سدة الحكم بالتأمر و الخيانة تحت مسمىات الوطنية في الشرق الاوسط
"ويكا " يا .."ويكا" و دقي يا مزيكا .
aftoukan@hotmail.com