عمون - تعتبر حدائق بابل المعلقة من بين العجائب السبعة في العالم القديم، وقد تم بناؤها خلال عصر الملك نبوخذ نصر الثاني في عاصمة الإمبراطورية البابلية وفقًا لمعظم الدراسات. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول مصدر الحدائق وإذا كانت موجودة فعلاً في بابل أم لا. يعتقد البعض أن الحدائق مجرد أسطورة لا أساس لها في التاريخ، في حين قدم العديد من الكتاب القدماء وصفًا لهذه الحدائق كحدائق بابلية بنيت في عصر الملك نبوخذ نصر.
وصفت النصوص الرومانية واليونانية حدائق بابل كأعجوبة فريدة من نوعها، حيث تضمنت نباتات وأزهار تتدلى كالشلال من ارتفاع 22.86 مترًا وسط الأعمدة والتماثيل. تم تحديد شكل وموقع الحديقة في العديد من الدراسات، وكانت هناك آراء مختلفة بين الباحثين بشأن تفاصيلها الدقيقة. بعض الآراء تشير إلى أنها كانت حدائق معلقة فوق سطح القصر الملكي في بابل، في حين أشار آخرون إلى أنها كانت موجودة داخل أسوار القصر الملكي.
موقع حدائق بابل المعلقة يثير الجدل، حيث لا توجد آثار مادية تدل على وجود الحديقة وتؤكد مكانها بشكل قاطع. على الرغم من اسمها الذي يشير إلى بابل، فإن بعض الآراء تشير إلى أنها كانت في جنوب نينوى، عاصمة الإمبراطورية الآشورية. ومع ذلك، يعتقد الأكثر قربًا من الصحة أنها تقع في مدينة بابل في بلاد ما بين النهرين، جنوب بغداد، العراق.
هناك بعض الحفريات التي تدعم فكرة وجود الحدائق في بابل، وبغض النظر عن الموقع الدقيق، يتميز الحديقة بطريقة نقل الماء إلى ارتفاعات كبيرة وبجمالها الفني وإبداعها في البناء.
يُقال إن السبب وراء بناء حدائق بابل المعلقة كان شعور زوجة الملك نبوخذ نصر الثاني بالحزن والشوق لوطنها، حيث كانت من مملكة ميديا في شمال غرب إيران الحالية، وكانت ابنة ملك الميديين آنذاك. تم زواجها من نبوخذ نصر لأغراض سياسية لتعزيز التعاون بين المملكتين. وبسبب حنينها للوطن، قرر الملك بناء حدائق بابل المعلقة وتقديمها لزوجته لتشبه طبيعة وطنها الأصلية، على أمل أن تخفف من حزنها. ومع ذلك، واجه العديد من الصعوبات في عملية البناء، بما في ذلك نقل الماء من نهر الفرات.
بالملخص، تعتبر حدائق بابل من بين عجائب الدنيا السبع وتثير الكثير من الجدل بين علماء التاريخ. على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة على وجودها، يعتقد البعض أنها مجرد أسطورة، في حين يؤكد آخرون وجودها في القصر الملكي في بابل وبنائها كهدية لزوجة الملك نبوخذ نصر الثاني. وتشير بعض الروايات إلى أنها بُنيت في عهد ملكة الإمبراطورية الآشورية سميراميس.