يشعر المؤمنون بأن رمضان هذا العام له مذاق مختلف ، فقد لفحتنا نفحاته قبل أن يصل وصار الاستعداد عند الناس مبكرا" وربما كان لذلك دواع منها :
١. رغبة الناس في كسر الروتين الممل المزعج الذي يعيشون حيث حالة الناس النفسية في غاية الصعوبة ، فيأتي رمضان ليرفع من نفسيتنا باتجاه السماء بعد أن ضاقت علينا الأرض بما رحبت .
٢. يأتي رمضان وقد ارتفع صوت المحتل تجاه الأقصى والمقدسات في تدنيس مبرمج مع ما يرافق ذلك من هدم المنازل ومصادرة الأراضي وسفك الدماء ، فيلتف رمضان مع صعود أرواح الشهداء إلى الله تعالى، وهنا يمكننا رمضان من ارتفاع دعواتنا لترافق أرواح الشهداء فيمتزج الدعاء مع الدماء في اعلان واضح أننا عبيد لله نتميز على كل من في الأرض ونتميز عند الملائكة بالعمل الصالح وبطولات الصالحين الشهداء .
٣. ويأتي رمضان ونحن نلملم جراحنا في زلزال تركيا وسوريا، حيث صعدت أرواح عشرات الألوف شهداء عند ربهم بينما الآلاف تلعق جراحها الجسدية والنفسية، نعم لم نخرج بعد من مأساة الزلزال لكن هذا الزلزال أعطانا قوة فكيف يصبر إنسان بعد مائة وخمسين ساعة تحت الردم بلا طعام ولا شراب "ثم يخرج حيا"؟، بينما سيكون صيامنا عن الطعام خمس عشرة ساعة أو أقل.
٤. يأتي رمضان والأمة ممزقة لكنها ستصوم معا" وتفكر معا" من الرباط إلى جاكارتا ، ومن غروزني إلى بيشاور مع أبناء أمتنا المغتربين في كل القارات، جاء رمضان ليعلي الصوت : لا تنسوا أنكم أمة واحدة ربكم واحد ودينكم واحد وكتابكم واحد وقبلتكم واحدة .
٥. رمضان الروح يهزنا ويقول لنا: ارجعوا قليلا عن ماديتكم وغرقكم في الأكل والشرب والتنافس الدنيوي، ارجعوا لغذاء الروح فقد طفح كيل الماديات فلتعودوا لتوازن الروح والجسد، وبهذا تستعيدون انسانيتكم بهذا الزائر الكريم .
دروس وعبر بمذاق خاص جميل، فهل نستشعره؟ .