التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي انجاز أردني وانتصار لفلسطين
نيفين عبد الهادي
20-03-2023 12:20 AM
انجاز أردني لا يُمكن المرور عن أهميته وقراءته بدقّة مرور العابرين، متمثلا في الاستراتيجية الموحّدة عربيا للتعامل مع شركات الاعلام الدولية، التي قدّمها وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول واعتمدها وبالإجماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب بدورته السادسة عشرة في دولة الكويت، نهاية الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الأربعاء.
الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدوليّة، التي قدمتها المملكة الأردنية الهاشمية خلال اجتماع تشاوري لوزراء الإعلام العرب قبل أيام، عقد في دولة الكويت، خرجت عن كل الأطر التقليدية لتنظيم علاقة الدول العربية بشركات الاعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي المملوكة لها، وضعتها وصاغتها خبرات أردنية بعد الاطلاع والاستئناس بتجارب كبرى دول العالم في هذا الشأن، اطلاع دراسي على أرض الواقع من خلال خبراء زاروا دولا للاطلاع على تجاربهم والوقوف على نجاحاتهم بهذا الشأن، فكان أن خرجت الاستراتيجية بعيدة عن رؤى تقليدية للتعامل مع هذا الجانب، إضافة للحفاظ على الخصوصية العربية.
مضمون الاستراتيجية يعدّ سابقة في كل ما من شأنه تنظيم وترتيب العلاقة عربيا وشركات الاعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأكثر من يميّزها أنها واقعية جدا، وعملية، عربية المضمون والتفاصيل، والنهج، حضرت بها كافة الحلول العملية والآلية النموذجية للتعامل مع هذه الشركات، بروح عربية وبآلية قابلة للتطبيق، بمكاسب مؤكدة لكافة الدول العربية في تنظيم هذه العلاقة التي تعدّ جدلية على مستوى العالم وليس فقط عربيا، أو محليا.
وأي قراءة لأهمية مضامين هذه الاستراتيجية ستوقفنا أمام مئات الإيجابيات والجوانب الهامة، والتي يعدّ من بينها لجهة دعم وسائل الاعلام، الجانب الخاص بما تلحقه وسائل التواصل الاجتماعي من هدر لحقوق وسائل الاعلام، ووقف هذا الهدر، ففي الأردن وصل حجم هذا الهدر والذي استفادت منه وسائل التواصل الاجتماعي بلغ (81) مليون و(139) ألفا و(900) دينارا، خلال العام الماضي 2022، ولنا أن نتخيل أن هذا المبلغ حُرمت منه كافة وسائل الاعلام لصالح وسائل التواصل الاجتماعي، من الإعلانات، وهو ما وضعت له الاستراتيجية آلية لوقف هذا الخطر على وسائل الاعلام.
وكعادة الأردن ينتصر لفلسطين والقضية الفلسطينية، حيث تضمنت آليات العمل والتنظيم المقدّمة في الاستراتيجية نصا صريحا بإنصاف المحتوى الفلسطيني والمؤيد للقضية الفلسطينية والقدس الشريف، ذلك أن هذا المحتوى يواجه قوى منع ورفض وحتى حجب في عدد من الشركات والمنصات، لينتصر الأردن لفلسطين ويجعل من ما يخصها الكترونيا حاضرا بقوة وبإجماع وصوت عربي، بروح وقلب وأيادي أردنية، مشكلة بذلك خطوة متقدمة لدعم القضية الفلسطينية وحماية أي مضمون بشأنها الكتروني، في وقت بات ذلك مهددا بالحظر أو الحجب أو منع النشر بشكل كامل.
الاستراتيجية التي لاقت اعجابا وقبولا عربيا كبيرا، أعدّت بشكل يواكب أفضل الممارسات الدولية في مجال تنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات البث الرقمي، تم إعدادها
تنفيذا لتكليفه من مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الثانية والخمسين التي عقدت في القاهرة أيلول الماضي، واضعا آلية تنفيذ عربية جماعية لتنظيم وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي وفقاً لقانون استرشادي يستفيد من أفضل الممارسات الدولية، وسيتبعها سعي عربي موحّد لتطبيقها على أرض الواقع سيما وأنها تملك قوة تفاوضية بهذا الشأن، حيث يبلغ عدد مشتركي هذه الشركات والوسائل من العرب أكثر من (170) مليون مشتركا، وهذه قوة تفاوضية ستجعل من الاستراتيجية مقبولة على مستوى دولي.
طرح واقعي قدمته الاستراتيجية تجعل منها أول وثيقة عربية تطبق بهذا الشأن، ستعمل بشكل عملي على تنظيم العلاقة العربية بشركات الاعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي، يوازي تنظيم هذه العلاقة إنصاف لوسائل الاعلام، وانتصار لفلسطين والقدس الشريف.
(الدستور)