المعهد الإنتخابي .. معركة صناعة الوعي
خالد قشوع
19-03-2023 12:13 PM
لازالت الهيئة المستقلة للإنتخاب تتمايز عن باقي القطاعات الحكومية من هيئات مستقلة، ووزارات من حيث جودة التخطيط ونوعية التنفيذ. فقد تمكنت الهيئة المستقلة خلال فترة قياسية من جمع أهم البيانات الخاصة بالعملية الإنتخابية وتطويعها في تسهيل وتفعيل دور الناخب.
وقد لاحظنا التطور النوعي في إدارة الإنتخابات التي أشرفت عليها الهيئة المستقلة حيث ضربت مثالا في حوكمة العملية الديمقراطية، وتفادي الأخطاء، والتطور المستمر المبني على تراكمية المعرفة و الإستفادة من تجارب الأخر.
وقد جاء إستحداث المعهد الانتخابي في عام 2020، ليمثل نقلة نوعية في تقنيات إرسال رسالة الهيئة المستقلة للإنتخاب، فقد استطاع المعهد الإنتخابي بأدراته تحقيق إختراق حقيقي في شرح فلسفة وجودية الهيئة، و إلقاء الضوء على نشاطاتها.
ناهيك عن توسع تلك النشاطات لتشمل التعاون مع الأحزاب، و الصحافة، و مؤسسات المجتمع المدني. مما أدى إلى تحطيم حالة الجمود التي كانت بين الهيئة و تلك المؤسسات، مع الإحتفاظ بإتزان و حيادية الهيئة.
إن تطبيق أعلى معايير الحوكمة الديمقراطية يحتاج الى خطة إستراتيجية و أدوات تقنية، و تمثلت أهداف المعهد في تقديم برامج و دورات تدريبية في مجال الإنتخابات، و رفع كفاءة موظفين الهيئة و جميع العاملين في الإنتخابات، و إجراء البحوث و الدراسات المتعلقة بعمل المعهد، و تقديم أي إستشارات لأي جهات محلية أو عربية أو دولية.
و ينقسم المعهد الانتخابي الى قسمين أولهما قسم بناء القدرات، و الذي يحتوي على عدد من المدربين في مجال الإنتخابات و قوانينها، و التدريب على الممارسات الإنتخابية، و شرح قانون الإنتخاب، و تمتد نشاطات هذا القسم إلى جميع محافظات المملكة.
أما القسم الأخر فهو قسم البرامج الأكاديمية و الدراسات و يعنى بالأبحاث المتعلقة بعمل المعهد الإنتخابي، و تقديم تقارير بناء على تلك الدراسات تساهم في تطور و إثراء عمل الهيئة المستقلة للإنتخاب ككل.
إن من أهم إنجازات المعهد الإنتخابي هو الإشراف على "ديلوم عالي في السياسات الإنتخابية"، و الذي إستحدثتهُ الهيئة المستقلة للإنتخاب بالتعاون مع الجامعة الأردنية ضم كادر عمل إحترافي من أساتذة و منظمين. في محاولة لأكدمة العمل في مجال الإنتخابات و إدارتها بشكل علمي و منهجي. وقد إلتحق 52 طالب إلى اليوم بهذا البرنامج على ثلاث دفعات من مختلف المشارب العلمية و الفكرية و الحزبية.
لاشك أن حجم التطور و البناء المستمر في المعهد الإنتخابي سيؤسس لجيل من الشباب الواعي لأهمية المشاركة السياسية، مما سيرفع من معدلات المشاركة في الإنتخابات التي سترتفع طردياً بإرتفاع منسوب الثقة في شفافية مؤسساتنا الوطنية التي تدُير العملية الإنتخابية التي هي أساس العمل الديمقراطي.
وعليه فأننا نستشعر في المعهد الإنتخابي جدية بناء منهجية ترسم الإنتخاب كثقافة، و الديمقراطية كبوصلة تشير إلى لحظة إنطلاق الأردن أحزاباً و مؤسسات، إلى مرحلة ما بعد الإصلاح بعد إتمام أبجديات الإنتخاب والديمقراطية، و ترسيخهما كثقافة عامة أساسية لدى كافة الأردنيين.