facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الزلزال والسياسة وازدواج المعايير / 2


اللواء المتقاعد مروان العمد
19-03-2023 10:31 AM

سوف اتابع حديثي اليوم عن تركيا وعن الزلزال والسياسة ، وازدواج المعايير فيها ومعها .

قلت في نهاية القسم الاول ان من سوء الطالع ان يقع هذا الزلزال قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية . والتي يعول اردوغان على الفوز بها لمصادفتها مع مرور مائة عام على توقيع معاهدة لوزان التي مزقت الامبراطورية العثمانية عام 1923 ، والذي يعني له تحرر تركيا من قيودها ، و ولادة تركيا الحديثة . وكان من المفروض ان تجري الانتخابات بتاريخ في 18 / 6 والذي يتزامن مع الامتحانات الجامعية وموسم الحج مما سوف يفقده اصوات الشباب والمتدينين . ولذا حدد موعدها في 14 / 5 والذي يصادف مرور 73 عاماً على فوز الحزب الجمهوري برئاسة عدنان مندريس على انصار الاتاتوركية . ومعروف مدى عشق اردوغان بالتواريخ التي تتعلق بامجاد الماضي والتي يسعى لاعادة احياؤها . الا ان وقوع الزلزال اربك حساباته التي كان يعد العدة لها منذ ان مارس العمل السياسي من خلال حزب الرفاة ، ثم الفضيلة برئاسة نجم الدين اربكان . ولذا وما ان تم حل حزب الفضيلة ، حتى ادرك ان تشكيل الاحزاب على طريقة اربكان لم يعد مجدياً . ولذا قام ومجموعة من اعضاء حزب الفضيلة المنحل بتشكيل حزب العدالة والتنمية ، كحزب اسلامي معتدل ضمن الدولة العلمانية في عام 2001 ، وفي نفس العام حقق الاغلبية بالانتخابات بدعم من مجموعة فتح الله كولن الصوفية ، والتي كانت تمارس انشطة تعليمية ،خدماتية ، وسياسية . وامتلكت المدارس والجامعات والمستشفيات ووسائل الاعلام والصحافة . وامتد نفوذها الى القضاء والقوات المسلحة ، ورجال السياسة . وفي عام 2003 اصبح اردوغان رئيساً للحزب ورئيساً للوزراء بعد انتهاء فترة الحكم بمنعه من ممارسة العمل السياسي ، و اصبح عبدالله غل شريكه في تأسيس الحزب رئيساً للجمهورية . وتم وضع اربكان في بالسجن بتهمة الاختلاس . واستمر بهذا المنصب لعام 2014 في ظل نظام برلماني ، حيث السلطة ورئاسة الحزب لرئيس الحكومة . الا ان اردوغان اراد التحول للنظام الرئاسي ، حيث السلطة ورئاسة الحزب لرئيس الجمهورية . ولذا رشح نفسه لهذا المنصب وفاز به . وعين احمد داوود اغلو ، والذي كان وزيراً للخارجية رئيساً للوزراء ، وكلفه بمهمة التحول للنظام الرئاسي ، مما اثار غضب عبدالله غل وانسحابه من الحزب . كما انسحب من الحزب علي باباجان والذي كان وزيراً للاقتصاد ثم الخارجية ، وشكل حزب الديمقراطية والتقدم المعارض . ولعدم قناعة احمد داوود اغلو بذلك ايضاً ، فقد استقال من رئاسة الحزب والوزراء ، وشكل فيما بعد حزب المستقبل المعارض . وتمكن اردوغان بعد ذلك من تحويل النظام الى الرئاسي بدعم من الحزب القومي . وفي عام 2016 وقعت المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا ، والتي اتهم فتح الله كولن وجماعته بالقيام بها . وقام اردوغان بعدها بحملة من الاعتقالات شملت جميع معارضيه السياسيين في المؤسسة المدنية والعسكرية والقضائية والتعليمية والاعلامية وجميع الدوائر الحكومية . حيث تم اعتقال وانهاء خدمات مئات آلاف الاشخاص بتهمة المشاركة في الانقلاب . و في عام 2018 خاض اردوغان انتخابات الرئاسة من خلال الانتخاب المباشر وفاز بالأغلبية ، واصبح رئيساً للجمهورية و لحزب العدالة والتنمية . وبذلك اصبحت السلطة المطلقة بيديه . وقد تميز حكم اردوغان بتحقيق النهوض الاقتصادي ورفع مستوى الدخل ، ووضع تركيا بمصاف الدول الكبرى . والاهم من ذلك اعاد الاسلام لتركيا من غير ان يحارب العلمانية . الا ان تركيا في السنوات الاخيرة شهدت تراجعاً اقتصادياً ، وهبوطاً في قيمة الليرة التركية . وكان من اسباب ذلك سياسات اردوغان الخارجية ومنها تدخله في احداث الربيع العربي ، وخاصة في سوريا والعراق وليبيا . ومواقفه المتقلبة بالنسبة للقضية الفلسطينية والنظام الصهيوني . وخلافاته مع الدول الاوروبية التي قبلت بتركيا كحليف عسكري من خلال حلف شمال الاطلسي ، كونها تسيطر على مداخل بحر ايجة وبحر مرمرة والبحر الاسود وبحر ازوف من خلال مضيق البسفور . الا انها لم تقبل بها كحليف اقتصادي من خلال الاتحاد الاوروبي ، خوفاً من اتجاهات اردوغان الاسلامية ، وخلافاته مع دول الاتحاد الاوروبي ، ودعمه للدول الاسلامية في شرق اوروبا . وطموحاته لجعل تركيا دولة كبرى ، واعادة امجاد الدولة العثمانية . مما جعل دول الاتحاد تحاربه سياسياً واقتصاديا . و تدعم احزاب المعارضة للفوز في الانتخابات القادمة .

الا ان اردوغان وفي السنة الاخيرة من ولايته الحالية ، اعاد رسم سياساته الداخلية والخارجية . فقد قام على المستوى الداخلي بخفض سعر الفائدة ، و وعد الشعب ان يواصل البنك المركزي تخفيضها بقوله ما دام اخوكم في هذا المنصب ستستمر الفائدة في الانخفاض مع مرور كل يوم وكل اسبوع وكل شهر . كما زاد قيمة الرواتب ، وضاعف الحد الادنى للاجور ، وخفض سن التقاعد . وتوسع بعملية بناء المساكن وبيعها باسعار رخيصة وبالتقسيط . وسلم منازل جديدة لمن تهدمت منازلهم في زلزال عام 2020 وعلى حساب الحكومة .

اما بالنسبة للسياسة الخارجية فقد حافظ على مسافة معينة من اطراف الصراع على اوكرانيا ، فهو اغلق مضيق البسفور في وجه السفن الروسية تنفيذا لعقوبات حلف شمال الاطلسي ، الا انه لم يقطع علاقته معها ، ولم يشارك في فرض العقوبات الاقتصادية عليها . وبنفس الوقت قام بلعب دور الوسيط ما بين اوكرانيا وروسيا لعقد مباحثات سلام بينهما . كما ساهم في عقد اتفاقية البحر الاسود لتصدير الحبوب من روسيا واوكرانيا بالبواخر الى دول العالم . ومن ذلك تحسين العلاقات ما بين تركيا وايران وروسيا ، وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، وتجاوز الخلافات مع السعودية على خلفية مقتل عدنان خاشقجي ،وفتح قناة اتصال مع مصر ، وسعيه لعقد لقاء يجمعه مع الرئيس السوري قبل الانتخابات التركية .

وبنفس الوقت وجه ضربة لاحزاب المعارضة والتي كانت تسعى لطرح عمدة مدينه اسطنبول الكبرى اكرم امام اوغلوا مرشحاً يمثلها في انتخابات الرئاسة ، والذي كان قد فاز بهذا المنصب في انتخابات عام 2019 ممثلا عن حزب الشعب الجمهوري . والذي كرر فوزه بعد اعادة الانتخابات نتيجة طعن حزب العدالة والتنمية بها بحجة حصول تلاعب فيها . و قد اكتسب المذكور شعبية كبيرة ، كما حدث مع اردوغان عندما كان عمدة لها عن حزب الفضيلة . واصبح ينظر اليه كمنافس لاردوغان ، وتقدم عليه في استطلاعات الرأي . حيث وجهت له تهمة اهانة مسؤولي الانتخابات والسلطة القضائية في انتخابات 2019 . وصدر بحقه حكم بالحبس لمدة 31 شهرا ، مما يعني حرمانه من الترشح للرئاسة ، وقد اثار هذا الحكم الذي تم الطعن به موجة غضب في تركيا والدول الغربية ، ويسعى اردوغان للحكم برد هذا الاعتراض قبل موعد الانتخابات لضمان عدم مشاركته فيها .

وبنفس الوقت فأن المحكمة العليا في تركيا تنظر في قضية حزب الشعوب الديمقراطي اليساري الكردي ثالث احزاب تركيا ، و المعتقل الكثير من قياداته ومنهم رئيسه صلاح الدين دميرطاش منذ سنوات ، بتهمة دعم الارهاب . في محاولة لحرمانه من خوض الانتخابات .

وهكذا وبعد ان هندس اردوغان الوضع الانتخابي لصالحه ، وسعى لتثبيت تقديم موعد الانتخابات ، خشية حصول ما ليس في الحسبان ، وقع ما ليس بالحسبان ، وكانت كارثة الزلزال وتغيرت كل الامور ، وفتحت جميع الاحتمالات .

يتبع الحلقة الثالثة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :