المصالحة السعودية الإيرانية
م. عبدالله الفاعوري
18-03-2023 06:26 PM
من يوم لآخر ومن عام لآخر ومن وقت لآخر تتغير السياسات وتتبدل الأدوار فيتحول العداء إلى صداقة دائمة وتتحول الصداقات إلى خلافات قد تقود لحروب وويلات.
بعد احتدام دام لسنوات أهلك الحرث والنسل وعانة منه المنطقة من ويلات الحروب وأبخرة البارود والصواريخ، أريقت خلاله الدماء وأنفقت فيه الأموال الضخمة، ها هي اليوم مصالحة سعودية إيرانية برعاية صينية توقف توتر المنطقة الذي أصبح عادة وتعود العلاقات الإيرانية السعودية على كافة الصعد، فبعد أن كانت المنطقة تتجه لإقامة ناتو عربي إسرائيلي لمقاومة خطر البعبع الإيراني حسبما صور الإعلام الغربي ذلك، لقد أذاب هذا التصالح الأخير ما رسمته الولايات المتحدة الغربية من سعي لتحقيق تقدم كبير في مسألة التطبيع العربي مع إسرائيل وخصوصا السعودية مما يؤدي إلى تعزيز شرعية هذا الكيان الغاشم كدولة سلمية تبحث عن أمن المنطقة. إن هذه المصالحة التي فاجأت المنطقة برمتها والعالم أجمع خطوة إيجابية من الجانب السعودي لكن تبدو غير واضحة المعالم والملامح والجوانب لعدم وجود سبق تاريخ لمصالحة من هذا القبيل وحققت نتائج إيجابية فالكل يعلم أن الفرس وإيران من القدم كانوا سببا في ضياع العالم الإسلامي وسقوطه بيد جحافل الاستعمار المغولي وكذلك ساعدت خيانات الفرس للعالم الإسلامي الحملات الصليبية من التقدم وتحقيق الأهداف، فالتاريخ زاد للحاضر وعدة وعتاد ولا بد من أخذ الدروس والعبر. من جانب آخر أن احتضان الصين لهكذا مصالحة هي رسالة تخرج من رحم العالم لتنذر بولادة نظام عالمي جديد متعدد القطبية. كما أن الأخبار الخارجة من السعودية تبين أن هدف هذه المصالحة والتي سيتبعها توطيد العلاقات مع إسرائيل هدفها هي البحث عن بدء السعودية بإقامة قوة نووية سلمية تستند لها في رؤيتها نحو النهضة المنشودة في المستقبل. مصالحة تبرز الأيادي الناعمة لرسم منطقة سلمية لكن هنالك فحوى تاريخية تنذر ببواطن خفية لا نحمد عقباها، فنسأل الله الخير لأمتنا ومقدساتنا.