أثر التكبر على الفرد والمجتمع
د. حمزة الشيخ حسين
17-03-2023 11:07 AM
في حياتنا اليومية العادية نرى أناسا يمارسون صفة غير محمودة إطلاقاً وهي التكبر على الناس وهذا يصدر من انسان لديه نقص ويحاول إشباع النقص الذي يعيشه بالعلو والسمو على الناس الطبيعيين .
يحب المتكبر إشباع رغبته في التعالي والتفاخر على الناس وان يتذلل الناس له، وعندما يواجه المتكبر أشخاصا لهم عزة نفس وكرامة وأعلى منه شأنا، وهم من يرفضون تكبر هؤلاء الأشخاص عليهم، مما يتسبب بالقلق والإضراب لأولئك المتكبرين ولا يستطيعون فرض إرادتهم الفوقية عليهم مما يسبب في فجوة بين المسؤول المتكبر ، أو التاجر المتكبر أو الحزبي المتكبر ، وبين المجتمع الذي هو به مما يسبب خللاً في العلاقات الاجتماعية القائمة وثقافة الاحترام المتبادل السائدة في المجتمع المحلي ..
فعندما يريد تولي وظيفة أو مهمة ، فهو يركز على العنوان أو الحالة المرتبطة به ، فهو يهتم أكثر بالكيفية التي تجعله يشعر بالوظيفة بدل من الاهتمام بالالتزامات التي تقع عليه مباشرة، حيث يحب في أي وقت يكون فيها هناك مناقشة أن تدور المناقشة حوله فقط أثناء هذا التجمع، كا يريد أن يكون انتباه الجميع مصوب نحوه .
يرى نفسه دائما على حق، فهو لا يقبل فكرة أن يكون مخطئا، كما انه يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك فهو يري نفسه دائما على حق ويتفاخر بذلك، مما يؤدي إلى خلل في المركز الذي يعمل به لكونه لا يرى الحق ابدا أنه يرى نفسه المخطئة على حق وهذا الذي يؤدي إلى الإنزلاق المستقبلي له، وينعكس ذلك على المجتمع في حال كان مركزه مؤثرا إقتصادياً أو مجتمعياً.
ففي البلدان المتحضرة والمتقدمة تكنولوجيا، نرى هناك تقييما دوريا لكافة رجالات الاقتصاد والدولة لإبقاء الأصلح الذي يمتلك قدرات لبناء علاقات إجتماعية كبيرة جداً ، وهذا بالطبع يمتلك تواضعا كبيرا جعله يقوم ببناء قاعدة شعبية كبيرة، وليس منغلق على نفسه داخل مكتبه لا يحيط به سوى مجموعة من الأشخاص المستفيدين منه ، فهؤلاء لا يشيدون مؤسسات كبرى، أو أحزابًا كبيرة تبنى مجتمعاً.
هنا يجب التنبه لمخاطر المتكبر على الفرد والمجتمع وكيف الأثر البالغ السوء في المجتمع إن لم يتم بث حلقات توعوية بشكلٍ دوري على مواقع التواصل الإحتماعي المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة لتبيان خطورة المكابرة والتكبر وآثارها السلبية على المجتمع ككل.