يوجد سوء تفسير لمفهموم الدولة المدنية، بعضه صادر عن عدم فهم الاسس الصحيحة للدولة المدنية ، والبعض الآخر لشيطنة مفهموم الدوله المدنية ليوضح للعموم ان من يطالب بالدولة المدنية كأنه معادٍ للدين أو يحاول طمس الهوية العشائرية الاردنية .
ووجب ان اوضح ما معنى الدولة المدنية، وكيف يتصيد البعض ويشيطن مفهوم الدولة المدنية للوصول لغايته؟.
اولاً: معنا الدولة المدنية كما جاء بقلم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في الورقة النقاشية السادسة:
"كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدولة المدنية، وقد حدث لغط كبير حول مفهوم هذه الدولة، ومن الواضح أنه ناتج عن قصور في إدراك مكوناتها وبنائها. إن الدولة المدنية هي دولة تحتكم إلى الدستور والقوانين التي تطبقها على الجميع دون محاباة؛ وهي دولة المؤسسات التي تعتمد نظاما يفصل بين السلطات ولا يسمح لسلطة أن تتغول على الأخرى، وهي دولة ترتكز على السلام والتسامح والعيش المشترك وتمتاز باحترامها وضمانها للتعددية واحترام الرأي الآخر، وهي دولة تحافظ وتحمي أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الفكرية، وهي دولة تحمي الحقوق وتضمن الحريات حيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات، وهي دولة يلجأ لها المواطنون في حال انتهاك حقوقهم، وهي دولة تكفل الحرية الدينية لمواطنيها وتكرس التسامح وخطاب المحبة واحترام الآخر وتحفظ حقوق المرأة كما تحفظ حقوق الأقليات."
ومن هنا يتضح معنى الدولة المدنية، فهي ليست كما يروج لها بعض المظللين وهواة الاستغلال للوصول لمآربهم .
أما المحاولات الكثيرة لشيطنة معنى الدولة المدنية هدفها هو هو إجهاض حقوق الأقليات، وقمع المختلفين التي تحميهم الدولة المدنية، ونقيض الدولة المدنية ليس الدين او العشيرة وإنما ديكتاتورية الأغلبية وقمع الأقليات وتقييد حرية الفكر والمعتقد والسعي للوصول لمآربهم من خلال هذه الشيطنة .
فالدولة المدنية، هي التي تحمي حق المسلم الذي يعيش في اوروبا او امريكا في أن يمارس شعائره بحرية دون اضطهاد من الأغلبية التي لا تؤمن بالإسلام، فلو رفضنا الدولة المدنية كأننا ننادي بقمع ملايين المسلمين الذين يعيشون كأقليات في دول مختلفة حول العالم.
في الختام، إن ما نشاهده من تشويه لمعنى الدولة المدنية من قبل البعض يفرض علينا ان نقوم بتوضيح المعنى الحقيقي للدولة المدنية والدفاع عن المعنى الحقيقي وتسهيل مفرداته ليصل للجميع .
م. مصطفى ابو داري
عضو مؤسس في الحزب المدني الديمقراطي