السعودية اول دولة عربية إقليمية
ايهاب الدهيسات
15-03-2023 07:18 PM
ظلت المفاوضات السعودية الإيرانية زمنا طويلا تختبئ بدبلوماسية ساكنة، وكانت بنظر الجميع شمعة على وشك أن تنطفئ تحت ركام الفوضى في اليمن والعراق ولبنان إلى أن تم الإعلان عن الاتفاق برعاية صينية.
كان الإعلان عن الاتفاق بمثابة زلزال سياسي عملاق لم يستطع التنبؤ به حتى أقوى أجهزة الاستخبارات العالمية، في حين أن ارتداداته ستعود بشكل حميد على المنطقة المنكوبة، فوسط تعنت الإدارة الأمريكية المسؤولة عن تأجيج الصراع الروسي الأوكراني وخلق اصطفافات للمستقبل بحرب عالمية ثالثة وجد النظام الإيراني نفسه أمام فرصة تاريخية لنشر أيدولوجياته على مستوى عالمي بالدخول إلى هذه الحرب كطرف أصيل بالسلاح والعتاد والأموال.
(الأشقاء بالمملكة العربية السعودية لديهم رسالة واضحة بهذا التوقيت، مفادها أن المملكة بعيدة عن التكتلات برعاية الإدارة الأمريكية بهدف إعلان الحرب على إيران، وأن ثمن الدخول الى هذه المرحلة يبدأ بالعودة إلى مبادرة خارطة الطريق للراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم يمكننا التفكير بمرحلة الاصطفافات.)
سابقا إذا كنا نتحدث عن دول الإقليم فهناك ثلاثة دول إقليمية فقط، وهي على الترتيب اسرائيل وايران وتركيا، ولكن اليوم وبالعهد الجديد أصبح لدينا أربعة دول إقليمية.
في كل يوم يثبت الأشقاء في المملكة العربية السعودية صدق مواقفهم ونبل أهدافهم تجاه قضايا المنطقة بالرغم من سيل الاتهامات على يد ولسان أعداء التغيير، وفي الوقت الذي تغرق فيه سفن الإقليم بمستنقعات الفساد والانفصام تخرج السعودية كأول دولة عربية إقليمية مستقلة، وهو ما يبعث الأمل ويؤجج شغف الإصلاح والتغيير.