عمون - يمكن تعريف التقليد بلغة أخرى على أنه العملية التي يستلهم فيها الفرد سلوكًا ما أو مظاهر سلوكية من الآخرين أو من السلف، ويعتبر التقليد أحد أنماط التعلم غير المباشر، حيث يمكن للفرد اكتساب سلوك جديد أو تأثيره على تكرار سلوك سابق.
تتألف عملية التقليد من عدة مراحل، وهي كما يلي:
الاهتمام: يكون الانتباه للسلوك المراد تقليده هو الخطوة الأولى في عملية التقليد، فلا يمكن للفرد أن يقلد سلوكًا ما إلا إذا لفت انتباهه بشكل ما.
تخزين السلوك: بعد الاهتمام، يحتاج الفرد إلى الاحتفاظ بصورة ذهنية للسلوك المراد تقليده، وذلك من خلال تخزينه في الذاكرة.
توليد السلوك: يمر الفرد المقلد في هذه المرحلة بعملية تكرار أو نسخ السلوك المراد تقليده.
تحفيز السلوك: يتطلب التقليد وجود دافع أو سبب يحفز الفرد لتقليد السلوك المطلوب، سواءً كان ذلك بزيادة تكرار السلوك أو تقليله.
من الأضرار المحتملة للتقليد الأعمى هو توتر القيم الذي يمكن أن ينشأ لدى الفرد نتيجة التناقض بين القيم التي اكتسبها والتقدم التكنولوجي والمعرفي الذي يغير المعايير والقيم الجديدة. كما يمكن أن يؤدي التقليد الأعمى إلى تغيير في ملامح المجتمع وعاداته وتقاليده، ويمكن أن يؤثر على المنظومة القيمية الشخصية وسلوك الفرد في التفاعل مع الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
من ناحية أخرى، يمكن أن تكون هناك فوائد لعملية التقليد، حيث تلعب جاذبية النموذج المقلد واستحسان الفرد لهذا النموذج دورًا في فعالية التقليد. يمكن استغلال هذا الأمر في نقل قيم سليمة للأطفال من خلال تقديم نماذج إيجابية يقتدون بها. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون التشابه بين الفرد والنموذج الذي يحاول تقليده عاملًا مهمًا في عملية التقليد. ويمكن أن يدفع التقليد الذي يستند إلى مراقبة سلوك الآخرين الجيد في البيئة المحيطة الفرد لاكتساب عادات مرغوبة في المستقبل.
من المهم أن نلاحظ أن التقليد قد يكون مفيدًا في بعض الحالات وضارًا في حالات أخرى. يتوقف تأثيره على سياق وظروف استخدامه.