الاتفاق السعودي - الإيرانيد.محمد المومني
15-03-2023 12:58 AM
علينا جميعا أن نعقلن سقف التوقعات عندما نقرأ الاتفاق السعودي-الإيراني الأخير. الاتفاق لا شك خطوة إيجابية، لكن من المبكر جدا أن نحكم عليه أو أن نقوله ما لم يقل، والأسلم، أن نضعه في إطاره التاريخي الصحيح؛ حيث سبق وأن تم عقد اتفاقات مشابهة ولكنها لم تؤدّ النتائج المرجوة، وغلبت بالنهاية أجواء اللاثقة والعودة للمواجهات السياسية والأمنية التي لطالما كانت سببا ووبالا على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. من غير الحكمة أن نعتقد أن إيران، بعد هذا الاتفاق، سوف تغير نهجها الذي امتد منذ ثورة الخميني، والذي توغل وأصبح عجينة ونخاع النظام الأساسية، والأرجح أن الاتفاق الحالي الأخير محطة تكتيكية وليست نهاية الحرب الباردة بين إيران والسعودية ودول الخليج العربي الأخرى. إيران تسعى للسيطرة على الإقليم، وأن تكون الدولة الآمرة الناهية وتصدر الثورة، وعلى طريق الوصول لهذه الأهداف، تستخدم حزمة من الأدوات التي مكنتها من السيطرة على أربع عواصم عربية وتسعى للمزيد. فهل نتفاءل أن الاتفاق الأخير هو تغيير جوهري ببنية وإيديولوجية النظام الإيراني؟ وأنه سيتوقف عن تصدير اللااستقرار والتدخل بشؤون الدول الأخرى؟ وأنه أحدث التغيير المطلوب في أن مسعاه ليكون دولة فاعلة في الإقليم طريقه إراحة الجيران وبناء علاقة طبيعية صديقة معهم وليس التهديد والسير نحو القنبلة؟ كل هذه الأسئلة لا يمتلك أحد الإجابة عنها، وأميل شخصيا لإجابتها بالنفي، لأن تاريخ إيران وسلوكها لا يسعف بغير ذلك. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة