كلما اتجهنا نسمع مصطلح (تمكين المرأة) ، مصطلح فضفاض ، يشوبه عدم الوضوح ، و أحيانا و أنا أسمع الخطابات عنه و كأن النساء الأردنيات يعشن الظلم الكبير و يعشن في غرف مغلقة و يمارس عليهن بالقانون أبشع مظاهر الإنسانية ، نعم تحتاج المرأة الأردنية الحالية لتحديد حقوقها التي تراها من حقها و قوننتها، أما العشوائية في المصطلحات و التي تضع المرأة الأردنية في مكان الإستغلال و الاستخفاف فهذا مرفوض ، و يجب على المرأة أولا تحديد ما تريد من حق انساني حقيقي بعيدا عن الجور على الرجل ، لتتمكن فعليا من ممارسة حياتها بعدالة ، أما التخبط و فهم حقوق المرأة بطريقة خاطئة يميع دور و مكانة المرأة و هذا سيؤدي بها إلى التقليل من شأنها و مكانتها ، لو رأيناها في الأديان ، فالدين الإسلامي مثلا لم يمتهن من كرامة المرأة و لم يقلل منها بل دعى الى تمكينها بما يناسبها و أخذ حقوقها اللازمة.
المرأة لها زاوية معينة لتتمكن من خلالها في مجال معين أو مجالات عدة ، فمثلا ، قد تتمكن المرأة في السياسة ، أو في المجتمع أو في الأسرة و التعليم و العمل ، كل امرأة تمتلك الخيار الذي تحب ، و المهم في ذلك أن تكون الخيارات مفتوحة و ليست مغلقة و عليها أن تختار أو لا تختار .
منذ الزمن البعيد وقبل تأسيس الإمارة والمرأة الأردنية لها بصمة كبيرة في التاريخ الأردني و العربي ، تحدث عن ذلك الأردني و العربي و الغربي ، فلم ننسى اول المعتقلات السياسيات في الشرق الأوسط ( بندر و مشخص المجالي ) و لم ننسى أول أميرة عربية في الحكم العثماني و قصتها الشهيرة القاضية العشائرية (الشيخة موزة العبيدات ) ، و لم ننسى المعلمات و العالمات و المربيات و الطبيبات و الصيدلانيات و المهندسات و المحاميات ، و كل امرأة أردنية لها بصمتها في بناء الأردن ، فالمرأة الأردنية نائب و وزير و قاضية ، فأول قاضية في تاريخ الأردن هي السيدة تغريد حكمت ، واول رئيسة اتحاد نسائي اردني تأسس في خمسينات القرن الماضي هي السيدة ايميلي بشارات ، و الدكتورة عيدة المطلق إذ كانت عضوا في المجلس الوطني الاستشاري في عام (1982)، واول وزيرة في تاريخ الأردن هي السيدة انعام المفتي في عام (1979) ، وغيرهن من النساء اللواتي ساهمن في بناء الوطن .
والسيدة الأردنية هي من شاركت زوجها و ربت ابنها واحترمت اباها كي تبني أسرة صالحة و متماسكة ، وسعت في تعليم أبناءها ليكونوا فاعلين صالحين في وطن الأردنيين.
أنا مع حقوق المرأة التي تعطيها حقوقها القانونية و الاجتماعية والعدالة الدينية، وبشكل عام أنا ضد المساواة لأنها فكرة تجارية و يتاجر بها الكثيرون، و مع حق الإنسان إن كانت امرأة أو رجل دون تعدي أحدهما على الآخر.