facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أسباب افلاس بنك Silicon Valley Bank وماذا بعد؟


محمد زعل الخريسات
14-03-2023 04:32 PM

للحديث عن أسباب إعلان الإفلاس لبنك Silicon Valley Bank فإن هنالك العديد من الأسباب التي تتمحور جميعها حول السبب الرئيسي وهو رفع سعر الفائدة وإن باقي الأسباب هي أعراض حتميه ناتجة عن تلك السياسة النقدية من أجل التصدي للتضخم ونستعرضها كالآتي:

أولا: مواصلة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تطبيق سياسة رفع أسعار الفائدة من مستويات منخفضة إلى مستويات قياسية منذ العام الماضي لمحاربة التضخم.

ثانيا: التباطؤ الاقتصادي في الأسواق و عدم إقبال المستثمرين لارتفاع مخاطر الأسواق، حيث انه عندما تصبح الأموال المتاحة باهظة الثمن بسبب المعدلات المرتفعة يخلق حالة ارتفاع المخاطر في الاستثمار .

ثالثا: التأثر السلبى لكثير من قطاعات التكنولوجيا وعلى الأخص الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا - وهم العملاء الأساسيون لبنك Silicon Valley Bank- لأن طبيعة تلك الشركات الناشئة يتم تصنيفهم من فئة "العملاء ذوي الخطورة العالية" بسبب حاجاتهم المستمرة للسيولة النقدية وعدم الإيداع بودائع آجلة، وبالتالي اصبح مستثمريهم أكثر عزوفًا خوفا من المخاطر لارتفاع تكاليف التمويل ، لذا اصبح عملاء البنك يواجهون أزمة في السيولة النقدية ونظرًا لأن أسعار الفائدة المرتفعة تسببت في إغلاق العديد من الشركات الناشئة وجعل جمع الأموال أكثر تكلفة ، لذا بدأ بعض عملاء البنك في سحب الأموال لتلبية احتياجاتهم من السيولة.

بالإضافة إلى قيام البنك بإقراض نسبة كبيرة من السيولة المتوفرة في البنك مع اليقين لدى البنك بأن العملاء المودعين قد يقبلون على سحب الودائع الناتج عن طبيعة عملاء البنك ذوي الخطورة العالية .

رابعا: بدأ البنك في حينها في البحث عن طرق لتلبية عمليات سحب العملاء حيث قام البنك ببيع حافظة السندات بخسارة لغايات تمويل عمليات سحب الودائع، وقد كان ذلك قبل الانهيار بيومين حيث قام البنك ببيع محفظة سندات بقيمة 21 مليار دولار تتكون معظمها من سندات الخزانة الأمريكية وقد حققت المحفظة متوسط عائد بمقدار 1.79٪، أقل بكثير من عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات والذي يبلغ حوالي 3.9٪. أجبر هذا بنك SVB على الاعتراف بخسارة 1.8 مليار دولار، والتي كانت بحاجة إلى تعويضها من خلال زيادة رأس المال.

خامسا: أعلن بنك SVB قبل الانهيار بيوم واحد أنه ينوي بيع 2.25 مليار دولار من الأسهم العادية والأسهم القابلة للتحويل لتعويض فجوة التمويل، وقد أدى ذلك إلى توالي الخسائر للبنك حيث تم اغلاق سوق الأسهم في يوم واحد بخسارة في أسهم البنك بنسبة 60٪، نتيجة الهلع لدى المستثمرين من أن عمليات سحب الودائع قد تدفعها إلى زيادة رأس المال.

سادسا: بدأ العملاء بسحب أموالهم من البنك بناءً على نصيحة شركات رأس المال الاستثماري وقد أثار هذا الفزع لدى المستثمرين مثل جنرال أتلانتيك، أن SVB قد بدأ بيع الأسهم، وانهارت جهود زيادة رأس المال في وقت متأخر من آخر يوم قبل الإفلاس.

سابعا: سارع بنك SVB يوم الإفلاس لإيجاد تمويل بديل، بما في ذلك من خلال بيع الشركة وفي وقت لاحق من نفس اليوم، أعلنت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) بعد ذلك بقرار إغلاق SVB ووضعه تحت الحراسة القضائية الخاصة به وأضافت FDIC أنها ستسعى لبيع أصول SVB وأنه قد يتم دفع توزيعات الأرباح المستقبلية إلى المودعين غير المؤمن عليهم.

إنها المرة الأولى منذ فترة طويلة التي نرى فيها بنكًا مثل هذا، وبلمح البصر يتعرض لانهيار بعد ان كان مستقر وآمن، حيث انه يمكن ان يكون ذلك سراب في غضون ساعات، نظرًا الى سرعة انتقال المعلومات ونحن في عام 2023.

وهنا نتساءل لماذا فشلت تلك المؤسسة المصرفية مبكرا؟

إن اتباع سياسة التنويع في الاستثمار أفضل طريقة للحد من المخاطر، سواء كنا نتحدث عن الاستثمارات أو حسابات الادخار أو التوفير.
حيث أن التنوع أداة قوية للحماية من التقلبات في الأسواق على العكس من ذلك فقد كان البنك يتعامل مع فئة واحدة من المودعين من شركات التكنولوجيا الناشئة.

وهنا لابد لنا أن نوضح قصة العملاء الرئيسيون هم شركات التكنولوجيا الناشئة ومؤسسوها. وقد ساعدهم البنك من خلال تقديم الخدمات المصرفية للشركات والأفراد الذين غالبًا ما يجدون صعوبة في الوصول إلى الحسابات الرئيسية. وعادة ما يُنظر إلى الشركات الجديدة والمؤسسين المرتبطين بها على أنهم محفوفين بالمخاطر من وجهة نظر البنوك، مما يجعل العديد من البنوك الكبرى حذرة من منحهم إمكانية الوصول إلى الخدمات المصرفية.

ولهذا تم إنشاء هذا البنك لإصلاح هذه المشكلة. وهذا يعني أن قاعدة عملائهم كانت فئة واحدة، وأن ودائعهم النقدية كانت أقل "ثباتًا" من البنوك التقليدية. ذلك لأن الشركات الناشئة تتلقى التمويل من أجل إنفاقه.

إن ما حصل في البنك من انهيار لم يكن وليد اللحظة بل كان نتاج تراكمات من الأزمات أولها عدم اتباع سياسة سليمة في الإقراض وأن المودعين ليس لديهم استقرار نقدي آمن، كان آخرها فقدان السيولة النقدية.

والحكاية هي ببساطة وبدون تعقيد لماذا كانت المفاجأة في الإفلاس؟

إن القصة تبدأ من سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة لغايات التصدي للتضخم وهذا ما كان في عام كامل بتطبيق سلسلة من الزيادة على سعر الفائدة، وعندما بدأت المؤشرات تشير إلى تراجع مستويات التضخم بدا الفيدرالي الأمريكي بتخفيض الزيادة في سعر الفائدة، وسادت في حينها اجواء مريحة وملموسة في تحسن الأسواق وبورصة الأسهم، ولكن المفاجأة كانت قبل أسبوع عندما أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عزمه على المضي في السياسة النقدية في رفع سعر الفائدة لعدم القناعة بتراجع مستويات التضخم وإن مستويات التضخم ما زالت مرتفعة.

إن تلك السياسة النقدية برفع أسعار الفائدة لترويض التضخم المرتفع قد جعلت هنالك استمرارية في المخاوف بشأن المزيد من العواقب غير المتوقعة على سبيل المثال، البنوك التي جمعت سندات الخزانة الأمريكية والسندات الأخرى عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية، تتعرض الآن لخسائر مع ارتفاع تكاليف الاقتراض.

إن رفع سعر الفائدة يتناسب تناسب عكسيا مع الإقبال على السندات الحكومية الأمريكية والذي يتأثر بالتغيرات في توقعات أسعار الفائدة، حيث أنه وبعد تصريحات السيد بأول بدأ المستثمرون في الرهان على ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل، غير أن هذه الخطوة عكست مسارها بسرعة، حيث أدى انهيار SVB إلى خلق مخاوف بشأن تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة على الاقتصاد، وخففت الأخبار الإيجابية في سوق العمل من الحاجة إلى مزيد من الزيادات حيث "يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تباطؤ الاقتصاد، وهذا يؤثر على الاقتصاد الأمريكي".

"ما يحدث للقطاع المصرفي هو مؤشر على ما يخشى المستثمرون " أنه يمكن أن يحدث لأجزاء أخرى من الاقتصاد" وهنا تكمن الخطورة فهل بنك First Republic Bank الأمريكي - يسير في أزمة مالية ، وهو أحد أكبر بنوك أمريكا المتخصص في تقديم خدمات مصرفية بإجمالي أصول بلغت 181.1 مليار دولار- حيث شهد السهم تراجعا كبيرا بأكثر من 60%، يوم الاثنين، وسط مخاوف المستثمرين المتزايدة بشأن التداعيات المحتملة من انهيار مماثل ،...الايام القادمة ستخبرنا بذلك.

وان ما يحدث الآن في الأسواق قد عكس مسار السياسة النقدية...حيث بدأت الخسائر المتوالية في أسواق الأسهم ومؤشرات البورصة وانخفاض في بورصة العملات وارتفاع الاقبال على شراء الذهب كونه الملاذ الآمن في حال عدم استقرار الأسواق.

والله أعلم.

* خبير اقتصادي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :