شارون كان اسيرا لدى حابس باشا في اللطرون
د.بكر خازر المجالي
14-03-2023 03:21 PM
" اللطرون بقيت بيديه "
ولكن لماذا انسحب جيش الإنقاذ الفلسطيني ؟
نشرت جريد هآرتس الإسرائيلية مقالا عن أسر شارون من قبل الجيش العربي الأردني في معارك اللطرون وباب الواد عام 1948 في يوم 13 آذار 2023 مقالا بعنوان "اللطرون بقيت بيديه"، وكنت قد كتبت مقالا عن هذا الموضوع ربما عام 2000 وذلك نقلا عما قاله لي المرحوم حابس باشا اثناء لقائي معه في نادي الملك حسين بحضور عدة اشخاص ومنهم قائد حرسه محمود بك الذي كان يجلس بجانبي، وذكر لي بالحرف الواحد بعدما اثرت استفزازه حين طلبت منه ان يتحدث عن جوانب من تاريخنا الاردني وقال بانفعال "المدحدح الاحمر شارون سحبوه من تحت رجلي" وأضاف حابس باشا "أنا بطل ما بحكي، أفعالي هي التي تتحدث عني" ولكن ثارت وسائل الاعلام خاصة الاجنبية تستفسر مني عن ذلك، وأكدت رواية المرحوم حابس باشا، وحاولت بعض وسائل الاعلام التواصل مع حابس باشا ولكنه كان يرفض الاجابة بالتأكيد او النفي، وحتى عندما دخل المستشفى "حابس باشا" زارته بعض وسائل الاعلام ليحصلوا على تصريح منه حول حادث الاسر، ولكن كان يرفض اعطاء اية اجابة، وأكد لي معالي الدكتور المهندس منذر حدادين الذي كان يلتقي خلال مفاوضات السلام مع شارون صحة ان يكون شارون أسيرا "معالي الحدادين كان خبيرا في المياه في مفاوضات السلام قبل ان يصبح وزيرا للمياه وشارون كان وزير البنية التحتية"، وذكر المقدم المتقاعد "رحمة الله عليه" محمد راشد الخزاعي الذي كان قائد سرية اللاسلكي في الكتيبة الرابعة مع حابس باشا بأنه مرر برقية لقيادة الفرقة عن اسر شارون.
ورد في المقال انني قلت انه تم نقل شارون الى معسكر الاسر في ام الجمال، وهذا لم اقله مطلقا بل تم تسليمه الى الصليب الاحمر لأنه كان جريحا، وحين كان شارون رئيسا للوزراء أصدر مكتبه نفيا رسميا عن حادثة الاسر، لكن الواقع والصحيح انه قد تم اسره من قبل الكتيبة الرابعة ولأن الجيش لا يأخذ الجرحى اسرى فيتم تسليمهم الى الصليب الاحمر. وهناك عدة ضباط قابلتهم او حتى بادروا بالحديث معي مؤكدين ان شارون وقع بالأسر.
ولكن الاهم من كل ذلك هو تلك الحقيقة التي لا زالت تبحث عن اجابة وهي: لماذا انسحب جيش الانقاذ الفلسطيني بقيادة فوزي القاوقجي الذي كان مسيطرا على منطقة باب الواد قبل يوم واحد من اعلان الحرب الرسمية في 15 أيار؟
كانت مهمة جيش الانقاذ القتال في فلسطين واسندت له مهمة مسك باب الواد، وكان الشهيد وصفي التل قائدا لفوج اليرموك في هذا الجيش، ونتيجة الانسحاب غير المبر حصل جدال اثاره وصفي التل وتساءل: إذا لماذا نحن هنا في فلسطين؟ واتسعت دائرة الجدل وغيرها مما دفع بزبانية القاوقجي وغيرهم الى إدخال وصفي التل في السجن في دمشق حتى توسط له سعدالله الجابري بإخراجه من السجن ونشأت تلك العلاقة الوطنية التي من نتيجتها زواجه من سعدية الجابري التل.
شارون كان اسيرا لدى الجيش الاردني في معركة قتل فيها اكثر من 800 جندي يهودي، ومما ورد في المقال ذلك الخطأ الذي ارتكبه جيش العدو بأنه لم يبادر الى احتلال باب الواد حال اخلائه من جيش الانقاذ وبادر الجيش الاردني باحتلاله، وهنا التساؤل هل كان الامر مرتبا سابقا؟ لكن الجيش الاردني افشل هذا المخطط التآمري الخياني، ويذكر المقال لو احتل الاسرائيليون باب الواد فور اخلائه من قبل جيش الانقاذ لتغير مجرى المعركة كاملا ولسقطت القدس وستكون هناك نهاية مبكرة لحرب فلسطين.
تحدثنا بهذا الامر كثيرا ولكن تأتي اجابات مغايرة وتتهم جيشنا بأمور سلبية، ولكن ان تأتي الحقائق على لسان العدو، وهذا يدفعنا الى إثارة تساؤلات عدية، ربما نتناولها تباعا.