إعادة تخيل هندسة الإصلاح : حاجة أردنية ملحةد.اماني جرار
14-03-2023 01:51 PM
إن إعادة تخيل هندسة الإصلاح، بالانجليزية (Re-Imagineering Reform) تنطوي على عدة مفاهيم، حيث أن نجاح عملية الإصلاح بمحاورها المختلفة؛ الإصلاح السياسي، والاقتصادي والاجتماعي والثقافي يحتاج إلى إعادة الهندسة (Re-Engineering) لجميع النظم، وإعادة هندسة هذه النظم يتطلب تفكيك الهياكل القديمة (Old Structures)، أو إعادة دراسة الهياكل التقليدية (Traditional Structures) من أجل الوصول إلى هياكل تنظيمية مرنة (Dynamic Structures)، هياكل ذكية ومتطورة (Smart-Developed Structures)، وهياكل تنظيمية تقنية (Technological-Structures) تتماشى مع هذا التقدم التقني المضطرد والمتسارع، وتتماشى مع الضرورة الحتمية (Imperative Necessity) للإصلاح. كما أن إعادة هندسة الإصلاح تحتاج للتخيل (Imagination)، ومن هنا دخل مفهوم التخيل على مفهوم هندسة الإصلاح لتكتمل الضرورة الحتمية للإصلاح بجمع هذه المفاهيم معاً، لتصبح إعادة تخيل هندسة الإصلاح (Re-Imagineering Reform). والتخيل ليس ضرباً من أحلام اليقضة، فالإنسان تخيل أنه سيطير، وقد صنع الطائرات، وتخيل أنه سيزور الفضاء، وهو الآن يسير المركبات الفضائية إلى القمر وما بعده. فالتخيل هو سر تقدم البشرية، وكما يحتاج الإصلاح إلى إعادة هندسة النظم، يحتاج إلى التخيل؛ تخيل هياكل ومنظومات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تتفق مع الممارسات الفضلى (Best Practices) التي تلبي الطموحات البشرية. والتخيل هنا بمعنى التفكير خارج الصندوق، التفكير الإبداعي الخلاق (Creative-Thinking)، والتفكير الريادي (Entrepreneurial-Thinking)، التفكير الذي يتماهى مع التميز (Excellence). نحن في الأردن، نعاني من قلة الموارد على الرغم من العقول المتميزة التي نفخر بها ، كما نعاني من سطوة تشابكات مصلحية في مواجهة فكر الإصلاح الشامل والمتطور. ونعاني كذلك من فكر يقود مسيرة التقدم إلى الوراء، إن جاز التعبير يمكن تسميتها بقوى الشد العكسي، قوى تناهض التطور، تناهض المرأة، وتناهض الإصلاح بمجمله. إن الدولة الأردنية (وطني الأغلى) يحتاج لمنهجيات فكرية جديدة، فبلا شك أننا نعيش تباشير حضارة جديدة قوامها العلم والمعرفة والأخلاق ، لكن وعينا وإدراكنا لهذه الحقيقة ينبغي ألا ينسينا أن النهوض علمياً وتقنياً ومعرفياً لا يمكن أن يتحقق من دون الالتفات إلى أهمية الارتقاء الإداري والتنظيمي، فالإدارة تنشد أن نستخدم مواردنا المتاحة بحكمة من أجل الوصول إلى ما نسعى إليه من أهداف محددة. كما أن التحول من الإنتاج المادي إلى الإنتاج الفكري والعقلي، أي من مرحلة كنوز الأرض إلى كنوز العقل، ستدفع بالإنسان إلى البحث عن رؤية جديدة ومفهوم مختلف يرتقي بالإدارة كمفهوم وممارسة. ومن هنا تأتي أهمية العودة إلى النفس الإنسانية باعتبارها هي المصدر الأعظم للطاقة. وهنا أيضاً يأتي دور الجامعات والمؤسسات التعليمية من خلال برامجها المنهجية وغير المنهجية في ضمان جودة إدارة عالم الإنسان الداخلي، لنعمل على تنميته فكريا وروحيا ووجدانيا ، والذي سيتيح للعقل أن ينتج وأن يبدع وأن يبتكر بلا حدود، وسيضيف من الأفكار والأشياء إلى حياة الإنسان الشيء الكثير؛ فالإدارة الإنسانية (Humanitarian Management) ترى أن الإنسان مورد لا يعادله أي مورد في عملية الإنتاج الفكري والمادي . وحتى لا تبقى هذه الطاقة الإنسانية معطلة يتحتم علينا أن نؤسس البيئة العملية التي تتيح لهذه الطاقة أن تنطلق، ليختلط دور الجامعات والمؤسسات التعليمية من خلال مفهوم إعادة تخيل هندسة الإصلاح بالإدارة الإنسانية، والتي تمثل محور فاعلية هذا الإصلاح. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة