عمون - التطرف هو مصطلح يشير إلى رفض الشخص لأي معتقدات أو أفكار تخالف معتقداته الخاصة في مختلف المجالات الثقافية والدينية والفكرية. يتميز المتطرفون بمخالفتهم للقواعد والقيم والأساليب الفكرية والسلوكية المتعارف عليها في المجتمع، وعادةً يعبرون عن أفكارهم بطرق عدائية تصل إلى استخدام العنف للدفاع عن أفكارهم المتطرفة والمتطلبة. يمكن تصنيف التطرف إلى عدة أنواع رئيسية.
التطرف الفكري: يشير إلى تمسك الفرد بأفكار ومعتقدات معينة في المجالات السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية، ويعتقد أن معتقداته هي الحقيقة المطلقة والصحيحة. يقوم المتطرف الفكري بفرض رأيه على الآخرين ويحاول إقناعهم بمواقفه وآرائه.
التطرف الديني: يشير إلى خروج الشخص المتطرف عن مفهوم الوسطية في فهمه للدين، وينعكس ذلك سلبًا على سلوكياته. يتميز المتطرف الديني بانحيازه لمعتقدات ونصوص دينية تخالف النصوص الأصلية في الدين. يعود ذلك في الغالب إلى فهم خاطئ للدين واعتماد مرجعيات دينية غير موثوقة.
التطرف السياسي: يشير إلى انتهاج الأفراد لمواقف سياسية محددة تجاه قضايا معينة، ورفض أي حوار أو نقاش مع آراء مختلفة. يعتقد المتطرف السياسي أن مبادئه هي الحقيقة المطلقة، مما يدفعه لعدم احترام قوانين الدولة والمجتمع ورفض تطبيقها.
التطرف الاجتماعي: يحدث عندما ينحرف الفرد عن الأعراف والسلوكيات الاجتماعية السائدة في المجتمع. يتمثل التطرف الاجتماعي في الركود الفكري والانغلاق وعدم الرغبة في التطور والابتكار ومواكبة التكنولوجيا.
تتنوع أسباب التطرف في كل نوع، ومنها:
اليأس والفراغ الذي يعيشه الشباب في بعض المجتمعات.
عدم معرفتهم بالقيم العليا والتحصيل الثقافي.
الظروف المعيشية الصعبة وافتقار الأفراد للابتكار والإبداع.
الفهم الخاطئ للدين وعدم الإلمام به.
عدم تطابق المواثيق السياسية مع الواقع.
انعدام حقوق الأفراد في المشاركة السياسية وعدم احترام حريات الرأي.
عدم شعور الفرد بالعدل والمساواة في المجتمع.
خلل الأنظمة الاجتماعية وغياب دورها في توجيه الشباب.
مكافحة التطرف يتطلب تعاون وجهود مشتركة من المجتمع بأسره، بما في ذلك التربية والتعليم السليم وتعزيز قيم التسامح والتعايش وحقوق الإنسان. كما يهم تقديم فرص اقتصادية واجتماعية للشباب ومنحهم الإلمام بالمفاهيم الحقوقية والديمقراطية.