إرضاء الناس غاية لا تدرك !
سميرة فاخوري
08-12-2010 02:10 PM
في حياتنا اليومية نتردد أحيانا عن القيام ببعض الأشياء بسبب أن المجتمع يستهجن هذا التصرف ، بالرغم من مشروعيتة وعدم مخالفته للشريعة أو للقانون أو حتى الذوق العام .. بعض الناس لا يملك شيئا ويشعر أنة يملك كل شيء.. وآخرون لديهم كل شيء ويشعرون أنهم لا يملكون شيئا. هذا الكلام الجميل يؤكد على النظرية القائلة إن الحالة النفسية للشخص هي المؤثر الأساسي في السعادة والشقاء فمتى ما توفر الرضاء حصلت السعادة ومتى ما حل السخط يحصل الشقاء.
الإمتناع عن المشاركة و المناقشة وإبداء الرأي في القاعات الجامعية من الطلبة خوفا من الشذوذ عن المجموعة وكذلك خوفا من الوقوع في خطأ ما في الحديث يجعل الطلاب.. المجتمع.. ينظر له بتلك النظرة العجيبة وتتحول القاعة إلى مسرح صامت!! .. إن أقوى شخص في العالم هو من يسيطر على مشاعره ويتحكم فيها وبذلك يكون اضعف شخص هو من يتحكم الآخرون في مشاعره وانفعالاته .. ويسمى ذلك في علم النفس المرجعية فينقسم البشر إلى قسمين أشخاص ذوو مرجعية داخلية ... وآخرون ذوو مرجعية خارجية ... نؤكد أن قناعة الإنسان السوي يجب أن تتفق مع مكارم الأخلاق وألأعراف المجتمعيه الذي يعيش فيها.. وعدا ذلك فانه من المعلوم أن إرضاء الناس غاية لا تدرك.. فمن راقب الآخرين وأخذ نقدهم على مستوى المشاعر لن يستفيد من النقد بينما من استمع إلى النقد دون أي تأثر على مستوى مشاعره استطاع أن يستفيد من النقد البنّاء ويتجاهل النقد غير البنّاء ، يجب أن نقوم بما نحن مقتنعون به وما يوافق مبادئنا بغض النظر عما سيقوله الأخرون ما دمنا لا نؤذيهم ولا نؤثرعليهم . ليكن نصب أعيننا إرضاء الله تعالى أولا وأرضاء أنفسنا ومن ثم أرضاء الأخرين لأنك إن أرضيت بعض الناس لن تستطيع أرضاء كل الناس !! لذلك الصراحة مع نفسك وبناء صورة إيجابية عن ذلك هي أفضل الطرق المؤدية لراحتك النفسية. بالطبع لن تحصل على إستحسان كل الناس على أي شيء تفعله، وعندما تكون شخصاً قديراً وواثقاً من نفسه لن يؤثر عليك رد أو رفض أو موافقة الأخرين أو الأختلاف في الرأي... لأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، وعندئذ سوف تبني القدرة على التصرف بطريقة إيجابية في مثل هذه المواقف. مرن نفسك على تجاهل عدم الموافقة أو الأستحسان من الغير بأستطاعتك قطع الصلة الوهمية بين ما يقوله أو يفعله الآخرون وبين قيمتك الذاتية.
إرضاء الناس غاية لاتدرك.. وكلام الناس لا يقدم ولا يؤخر وعقدة تدور في أغلب المجالس والمجتمعات هل من المعقول أن نضطر لفعل أشياء لا نرغب بفعلها من أجل إرضاء الناس وكلامهم ؟... بالطبع لا وألف لا ...