بعد استلامي لحصتي من الادوية من مركز السكري وبإعفاء من الديوان الملكي مشكورا، بدأت افكار غريبة تدور في مخيلتي .

جاءت هذه الافكار بعد حضور للقاء تم في سفارة الاشقاء في المملكة العربية السعودية حينها قدم سعادة السفير شيكا بقيمة 17 مليون دولار دعم لوكالة الغوث، وهي من جزء من مساهمة السعودية في دعم وكالة الغوث مشكورة، تذكرت حينها اني لاجئ رغم انني احمل رقما وطنيا اردنيا، وسألت نفسي اليس علاجي وتعلمي واحتياجاتي اليومية هي مسؤولة وكالة غوث اللاجئين بما اني بطاقة لاجئ ومسجل في سجلاتهم ويقبضون مستحقات كبيرة نيابة عني وعن غيري ؟.

وجدت ان الاردن بقيادته وحكومته يشكون عبء اللجوء كانوا محقين بذلك ووصلت لقناعة غاية في الاهمية يجهلها الكثيرون واحمل الدولة مسؤولية الصمت والسكوت عن قضية في غاية الاهمية وتتمثل :

ان الاردن يستضيف مالا يقل عن 3 ملايين لاجئ فلسطيني مقسمين الى لاجئ من مناطق ال 48 ومعظمهم يحمل رقما وطنيا اردنيا وبطاقة لجوء، والجزء الاخر ممن نزحوا عام 67 بعد النكسة وجزء منهم اصبحوا اردنيين ويحملون ايضا بطاقة نزوح من وكالة الغوث والجزء الثالث من ابناء قطاع غزة ويحملون جوازات اردنية مؤقتة ويحملون بطاقة من وكالة الغوث .

من المتعارف عليه ان الجميع مؤمن صحيا إما من خلال تأمين صحة او ديوان ملكي او رأسه وزراء، علما ان مسؤولية علاجهم تقع على عاتق المنظمة الدولية والدول المانحة والمعنية ، ولو قدر لنا احتساب كلفة علاج اي من هؤلاء بمبلغ الف دينار سنويا على سبيل المثال علما ان علاجي يكلف خمسة الاف دينار نجد امامنا ارقاما كبيرة جدا نجد ان مليارات تصرف فقط على الصحة ولم تترك الاردن هؤلاء بدون تعلميم او عمل او بنى تحتية للمخيمات.

باعتقادي ان ما يتلقاه الاردن لا يساوي نقطة ببحر، كلماتي اريدها ان تكون ردا ولو متأخرا على البعض الذي اتهم الدولة الاردنية بعدم استخدام المساعدات الخليجية لمصلحة المواطن الاردني، فكلامي هنا موجه للمغرضين الذين يشككون بدور الاردن في تبني قضايا بالأساس هي مسؤولية المجتمع الدولي .

هل تحدثوا عن واقع اللاجئين الفلسطينيين في الاردن مقارنة بواقع اشقائهم في دول اخرى؟، اكتشفت حقيقة مؤلمة ان دولتنا لا تفصح عن هذه الامور ولنطرح السؤال التالي: من اين يغطي الاردن كل هذه المصاريف ؟، وماذا لو قرر الاردن رفع اليد عن هذه القضية وترك امور اللاجئين للأمم المتحدة ؟.

إن الاردن بقيادته ترفع عن استخدام ملف اللاجئين كوسيلة للمزاودة، لكن الاردن مطالب وهذا حقة على العالم ان يبين الدور المميز والمرهق والمكلف للاقتصاد وغيرها رغم الصعوبات.