الإيدز .. الأسباب والنتائج
د.فخري العكور
08-12-2010 01:20 PM
تسبب الخروج على الشكل الفطري الطبيعي للعلاقة بين الجنسين بكوارث إنسانية تمثلت بأمراض فتاكة كان آخرها «الإيدز» أو نقص المناعة المكتسبة الذي أصبح الآن كارثة إنسانية من الصعب السيطرة عليها، ذلك أن الاصابات بهذا المرض بازدياد.
وكان «الشذوذ» المنبع الأكبر الذي جاءت منه الاصابة بمرض الإيدز وتعتبر هذه الفئة الشاذة من الناس الاكثر تعرضا للاصابة بالامراض المعدية الفتاكة الأخرى وخصوصا مرض نقص المناعة المكتسب هذا، بالاضافة الى مجموعة اخرى من الامراض الأكثر بلاء من الشذوذ وبالتالي الاصابة ترافقت مع آفة تعاطي المخدرات التي تفتك بصحة الانسان، ومؤخراً بدأنا نلحظ ازديادا في مظاهر «الشذوذ» وبالتالي زيادة في عدد الاصابات بمرض الايدز.
وبالاضافة الى المخاطر الصحية، فان هذا السلوك المنحرف سيجر صاحبة الى مشاكل اجتماعية حتمية حيث سيصطدم مع افراد المجتمع المحيط به والذي سينبذه ويحتقره، مما يؤدي الى مشاكل نفسية عميقة التأثير وسيؤدي هذا السلوك غير الطبيعي الى عزوف عن الزواج والى انقراض نسله الى الابد.
ان الضرر الصحي والاجتماعي لا يقتصر فقط على اصحاب هذا الشذوذ بل انه يلحق الاذى بأسرهم وذويهم، لما يتعرضون بسببه الى صدمة كبيرة عندما يعلمون بحقيقة سلوك ابنائهم، وستؤدي هذه الصعوبات الى نشوب مشاكل عائلية تهدد الاسرة بالتفسخ وتجر عليها تبعات اجتماعية ونفسية واخلاقية لا تستطيع تحملها.
ويقول علماء النفس ان الشذوذ سلوك يتم تعلمه ويتأثر بعدة عوامل من اهمها : حياة غير مستقرة في السنوات الاولى من الطفولة، وقلة العاطفة والحنان من قبل الاب والام وعدم قدرة الابناء من التقرب من والدهم.
وحتى لا تدمر هذه الظاهرة الخطيرة البنية الاجتماعية، فان معالجتها تتطلب تدخل الاختصاصيين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس والجامعات والمعاهد لصياغة برامج توعوية وتثقيفية للطلبة، تبين الانعكاسات السلبية للشذوذ ومخاطره على الجسد والنفس والمجتمع.
كما يجب تفعيل دور الشباب واشراكهم في نوادٍ رياضية وثقافية وتشجيع مبادراتهم في مختلف المجالات.
اما الخطوة الاولى في هذه الحملة فيجب ان تنطلق من بين جدران البيت والاسرة حيث يجب على الاهل ان يتابعوا سلوك ابنائهم منذ الطفولة، ومراقبة نشاطاتهم وتحركاتهم ومعرفة اماكن تجمعهم والتعرف على اصدقائهم ومراقبة القنوات الفضائية والانترنت.
هذا بالاضافة الى وجوب تقرب الابوين من اطفالهم والتفاهم معهم ومصارحتهم وخلق حوار مشترك بينهم لمعرفة ما يواجههم من مشاكل نفسية وجسدية وعاطفية للحيلولة دون انزلاقهم في شرك الانحراف. كما ان للتربية الدينية اكبر المفعول في حفظ هؤلاء الفتية من الانخراط في الرذيلة من منطلق الحرمة الدينية التي تنادي بها كل الاديان السماوية، وهنا يظهر دور المساجد والكنائس في زرع التقوى ومبادىء الفضيلة في نفوس الشباب.
إن المسؤولية لتقع ايضا على عاتق الجهات الرسمية المطالبة بالتصدي للنوادي المشبوهة وملاحقة الاشخاص الذين يروجون للفسق والرذيلة في مجتمعنا العفيف، كما يجب عدم الاستماع الى الاصوات المشبوهة التي تطالب باعطاء الحرية والغطاء القانوني لهؤلاء المنحرفين.
(الرأي)