في الزرقاء ابن يقتل والده رميا بالرصاص .
و في جبل الجوفة شاب يطعن والده داخل مسجد.
خبران لن نستطيع الهرب منهما، والاكتفاء بالقول ان تغيير انماط واشكال الجريمة مربوط بالمخدرات وتفشيها المرعب.
ابن يقتل والده ، وابن يطعن والده ، وابن يقتل امه : جرائم غير عادية.
ماذا يعني قتل الاب والام؟ جرائم نادرة، وجرائم وقوعها شحيح ومحدود، واظن انها لم تقع من قبل في الاردن.
الاخبار لم تقل لنا اكثر عن وقوع الحادثة، واقفل الخبر ببدء التحقيق الجنائي واحالة القضية الى المحكمة القضاء.
و فيما لا نعرفه اكثر عن الجريمة وما وراءها وتداعيها، وابعادها.
جرائم قتل الاب والام استيطانها في الأردن خطير جدا.
الاب صورة للموروث والسلطة، واستعجال رحيل الاب بالقتل والطعن انقلاب على رمزيات اجتماعية مقدسة.
و جرائم قتل الاب والام لربما نذير مبكر لجرائم اخطر وابشع.
ماذا بعد قتل الاب والام ؟ نسمع عن جرائم لقتل فتيات بذريعة الشرف والسمعة والعرض وغيرها.
و جريمة قتل الفتيات لحد ما المجتمع يبررها ويتغاضى عنها تحت غطاء اخلاقي وديني، واجتماعي.
قتل الاب والام بمثابة انقلاب في الهرم الجرمي.
الخبر العادي، يقول اب يقتل ابنه، وفيما القول ابن يقتل والده ، فهذا ما يستدعي التوقف الحذر.
الجريمتان تقولان : ان مناعة المجتمع واخلاقه وسلميته وتماسكه وحصانته وقوته ضعيفة وصفرية، وقد نفدت واستهلكت .
وتقول ان المجتمع الأردني عار ومكشوف، وان الانزياح الجرمي اقوى من المناعة الاجتماعية.
ولا نداري الحقيقة بالاعتراف ان البعض من اللاجئين ومن مجتمعات اللجوء كسرت وفككت وادت الى انهيار العادات والتقاليد الاردنية.
وقبل ان نذهب في غرابة وخطورة الجرائم الوليدة والمستجدة في الاردن، لماذا لا نسـأل كيف استوطنت واقتحمت المجتمع الاردني ؟!
و واذا ما عدنا الى الأرشيف الجرمي الاردني، ومتى بدأت تتسلل جرائم غريبة وخطيرة الى المجتمع الاردني البسيط والمتواضع، والهامشي .
وهنا لا اعبر عن كراهية لاي لاجئ قديم او جديد على الارض الاردنية.
واما جريمة الجوفة مركبة بالغرابة، ما يثير التعجب وقوعها في مسجد، وكما ان الاب المطعون يعمل اماما للمسجد.
(الدستور)