تؤدي التكنولوجيا دوراً رئيسياً في حياتنا في العديد من المجالات كالزراعة، والصناعة، والتعليم، ومع ذلك فإنّها لا تخلو من العيوب التي لها آثار سلبية على حياتنا اليومية وعلى البيئة إذا استُعملت بشكلٍ خاطئ، كانعدام الخصوصية، وزيادة نسبة البطالة، إضافةً إلى التلوث الكبير في القطاع النباتي، وخطر مخلفات النفايات على سطح الكرة الأرضية، وتلوث الماء والهواء، وما له من تأثيرات تُلحق الضرر بالإنسان، لذا يجب الاعتدال في استخدام التكنولوجيا والتعامل معها بكل حيطة وحذر لتجنب أضرارها ،لذايعتبر التصور الذي قدمه الكاتب جورج أورويل في روايته 1984 من الأمثلة النموذجية للاستخدام غير الديمقراطي للتكنولوجيا

استعملت مصطلحات عدة في وصف الممارسات الديموقراطية غير المباشرة وغير التقليدية. فظهر مصطلح سايبر ديموقراطية ( Cyber democracy)‏ وفي منتصف تسعينيات القرن العشرين ظهر مصطلح الديموقراطية الإلكترونية ( E-democracy)‏ واكب انتشار الإنترنت بين العامة. ويستعمل آخرون مصطلح الديموقراطية الافتراضية غير أن هذا المصطلح قد ... في 1981، استعمل السياسي الأمريكي تيد بيكر مصطلح تيلي ديموقراطية للتعبير عن استعمال أدوات جديدة للاتصال في العملية الديموقراطية.

يعتبر الإنترنت حاضنة واعدة بالنسبة للديمقراطية الإلكترونية بالإضافة إلى وسائل الاتصال الاخرى. ويتميز الإنترنت عن الوسائل الإعلام التقليدية بقدرتها على المخاطبة الفردية والجماعية للأشخاص. وتضمن قوة المعادلات الحسابية الهائلة للحواسيب الحديثة إضافة إلى خوارزميات التشفير أدوات مهمة لسرية الاقتراع للمواطنين. كما يسمح الإنترنت للأشخاص فرص الحوارات والمناقشة في الأمور فيما بينهم بصورة أفقية ومفتوحة للجميع وهذه ميزة لا تتوفر في وسائل الإعلام التقليدية. وشكل الانترنت في العقد الأخير اهم وسيلة في إيصال خطابات السياسيين للجماهير ونشر أفكارهم والاستماع إليهم والتفاعل بينهم خاصة في الحملات الانتخابية.

مع كل هذه المزايا الإيجابية يطمح مشجعوا هذا النوع من الديمقراطية حصول التحسينات التي تمس ترقية وتسهيل مشاركة المواطنين في مسار اتخاذ القرارات والحياة السياسية بشكل اعمق واوسع بحيث تشمل التحسينات تكييف عملية الاقتراع للسماح بالمشاركة عن بعد أو بالوكالة عن طريق وسائل الاتصال الإلكترونية الرقمية كما تهدف لتحقيق شفافية أكبر في العملية الديمقراطية. لذا فإن عدم وجود الرغبة والإرادة السياسية اللازمة من القيادات العليا في النظام السياسي تجاه اعتماد آليات صحيحة لتطبيقات الحكومة الإلكترونية يعد من أبرز المشاكل السياسية التي تواجهها تطبيقات الحكومة الإلكترونية بالأخص في البلدان النامية.

ديموقراطية الإنترنيت المباشرة

الديموقراطية المباشرة هي شكل من الديموقراطية المباشرة التي تستعمل الإنترنت وتقنيات اتصال أخرى لتجاوز بطء وبيروقراطية الاستفتاءات. يعتقد الكثير مناضلي الديمقراطية الإلكترونية المباشرة أنها ستحسن أيضا مسار اتخاذ القرار. كما في كل الديمقراطيات المباشرة، يكون للمواطنين الحق في التصويت على كل مشروع قانون واقتراح قوانين واختيار الممثلين أو عزلهم.

لم تشهد العالم تطبيقا عمليا للديمقراطية الإلكترونية بصورة تامة رغم وجود عدة تجارب ومبادرات. كان روس بروت (Ross Perot) المترشح الحر خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لـ 1992 و1996، من مشجعين الكبار للبلديات الإلكترونية. سويسرا والتي تعتبر من الديمقراطيات المباشرة تسعى لاستعمال. عدة محاولات هي في مخاض الولادة في أستراليا عبر مشروع Met government. ( Senator On-Line)‏ (سيناتور على الخط) هو حزب سياسي أسترالي شارك في الانتخابات الفيديرالية الأسترالية لسنة 2007، اقترح
الحزب نظام سايبر ديمقراطية يسمح للأستراليين بالمشاركة السيناتور في اتخاذ القرارات بخصوص مشاريع القوانين.

في الديمقراطية المباشرة، للمواطنين اختيار الممثل الذي سينتخب باسمهم مع الاحتفاظ بحقهم في الانتخاب إذا قرروا ذلك. يمكن أن يكون الانتخاب أو اختيار الممثلين بطريقة إلكترونية.

التكنلوجيا عنصر فعال
كما تعتبر الثقافة السياسية السائدة في بلد ما مؤشرا حاسما وعنصرا حرجا. فللثقافة علاقة مباشرة بالاهتمام بتوجهات إقامة مشاريع الحكومة الإلكترونية حيث غالبا ما تنعكس توجهات القادة والمسؤولين الحكوميين على المبادرات الحكومية والمشاريع المستقبلية. والمثال العالمي الأبرز على دور القادة في قيادة وإنجاح المبادرات الحكومية هو رؤية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون حول إعادة اختراع الحكومة التي طورت بموجبها البوابة الإلكترونية الأمريكية لتصبح من أرقى البوابات الوطنية الإلكترونية الموحدة في العالم.

يمكن استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات لكل من الأغراض الديمقراطية وغير الديمقراطية (إذ يمكن للتقنيات الرقمية أن تسهل كلًا من السلطة القمعية أو المشاركة الديمقراطية). . ...يُذكر أن الاعتراضات على الديمقراطية المباشرة قد تنطبق أيضًا على الديمقراطية الإلكترونية، مثل إمكانية الحكم المباشر لإحداث استقطاب في الآراء، بالإضافة إلى الاتجاهات الشعبوية والديماغوجية.