الطلبة: أستاذ جامعي واحد
يذكر طلبة الفلسفة أن المنطق يهتم بالتعريف، وأن التعريف يجب أن يحوي النوع والفصل. أما النوع، فهو كأن نقول: الإنسان هو حيوان؛ هنا ذكرنا نوعه أو جنسه -ليس مهمًا -وما يميّزه عن الأنواع الأخرى مثل: النباتات والجمادات، ولكن هذا التعريف لا يكفي؛ لأنه يجمع بين الحيوان ولا يميز الإنسان عن العصفور أو أي حيوان؛ ولذلك يجب الفصل بين الإنسان وسائر الحيوان، إذ يجب أن نذكر ما يفصله عنها؛ قال أرسطو/صاحب المنطق:
الإنسان حيوان مفكر أو ناطق أو ضاحك! وهذا التعريف ينطبق على كل إنسان، ويمنع اشتراك غير الإنسان معه، فهنا نحن أمام تعريف جامع مانع! فما معنى جامع؟ وما معنى مانع عزيزي الدكتور؟
التعريف الجامع: هو تعريف ينطبق على جميع أفراد المفهوم دون استثناء فرد واحد، فلو انطبق تعريف مفهوم السيارة على جميع السيارات عدا واحدة، فإننا نقول: هذا ليس تعريفًا صحيحًا؛ لأنه غير جامع.
أما التعريف المانع يا دكتور، فهو الذي يجمع كل السيارات، ويمنع ما ليس سيارة كالطائرة أو العربة أو القطار.
ولذلك قالوا: الإنسان حيوان مفكر، وهذا تعريف يجمع كل الناس: الموتى والأحياء، والأكاديميين أمثالك، وسائر البشر أمثالي، كما يجمع الإنسان الأصفر، والأسود، والأشقر، والعالم مثلك، والفقير مثلي. ويجمع الأطفال والكبار والرجال والنساء ولا يستثني أحدًا. فهو تعريف جامع مانع!
أعطي مثالًا آخر دكتور، فالتكرار مفيد:
حين نعرف المرأة بأنها أم؛ هذا ليس تعريفًا جامعًا ولا مانعًا!
فليس كل النساء أمهات، فهناك غير المتزوجات، وغير المنجبات، والطفلات، لذلك نقول: هذا ليس تعريفًا؛ لأنه غير جامع! وأيضًا هو تعريف غير مانع؛ لأن لكل حيوان أمّا، حتى للكتب صار لها أمهات! أرجو أن تكون الفكرة واضحة!
ففي المنطق؛ التعريف جامع مانع، ولذلك لا نقول: اعتدنا أن نخاطب حسب عاداتنا أو حسب لغتنا التي تدعي أنها تجيز مخاطبة القلة بالكثرة، أو الأضعف بالأقوى:
-يعني امرأة رجل-
فلا مانع لديه من إلغاء الضعيف والقليل لصالح القوي!
وفي المنطق أيضُا هناك :"قضية؛ "والقضية تتكون من :موضوع "مبتدأ" ومحمول "خبر". نقول : الطلاب ناجحون! لكن، للقضية صور مثل:
كل، أو بعض فنقول:
كل الطلاب أذكياء!
وهذا يعني كل طالب ذكي،
ولكن هذا لا يعني أن كل الأذكياء طلاب! لأن هناك أساتذة جامعة أذكياء، معلمين أذكياء، ووزراء أذكياء. ورجال أمن أذكياء!
أما إذا قلنا: بعض الطلاب أذكياء؛ فهذا يعني أننا نتحدث عن بعضهم فقط!
وتطبيقًا على ذلك تكون:
كل امرأة أم، إذا كانت جميع الإناث: صغارًا أو كبارًا؛ متزوجات أم عازبات؛ منجبات أم غير منجبات! كلهن أمهات!
ولكن إذا قلنا:
بعض النساء أمهات؛ فإن القضية صادقة المحتوى، فلا يمكننا القول: المرأة هي الأم؛ لأن هنالك نساء غير أمهات، وهناك أمهات من غير نساء!
أعترف أن المنطق صعب لكن حاولت تبسيطه قدر الإمكان، وبناءً عليه، لا نقول: المرأة هي الأم أو الزوجة مع أن ذلك جزءًامن الحقيقة، لكنه ليس الحقيقة كلها!
أستاذي: المرأة هي إنسان كامل وما يميزه عن غيره أنه مؤنث!
أرجو أن تكون فكرتي وصلت لك.
هناك ناس لهم مشكلة في المنطق!
ملاحظات هامشية:
- خسرت سيدة مديرة وظيفتها في يوم المرأة!
٢- لم تحضر سيدة مُكرّمة حفل تكريمها بسبب عدم السماح لها بإجازة ساعات للمشاركة في حفل تكريمها رغم أنه يوم المرأة العالمي!
-أما الملاحظة الثالثة، فهي لا تخص أحدًا في الواقع - مع أنهم موجودون بكثرة- فالطالب المذكور بمقالتي هو كل شخص يحتاج إلى المنطق، سواء أكان متعلما صاحب شهادة، أم عاملًا! هذا هو التعريف الإجرائي لكلمة دكتور، ولكنه ليس تعريفًا منطقيًا!!
الرد على تعليق