عمون - وسائل التواصل الاجتماعي تُعتبر حقًا سلاحًا ذو حدين، حيث تحتوي على جوانب مفيدة وجوانب ضارة في الوقت نفسه. والتأثير الذي يمكن أن تكون له هذه الوسائل على المستخدم يعتمد بشكل كبير على طبيعة استخدامها وهدف المستخدم منها.

من جهة الميزات، يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا عديدة للشباب والأفراد بشكل عام. فمن خلالها يستطيع الشباب التعبير عن أفكارهم وبناء هوياتهم الرقمية والتواصل مع الآخرين وتكوين شبكات اجتماعية. كما تتيح هذه الوسائل الاتصال الدائم بالعالم بأسره، مما يمكن الأشخاص من البقاء على اتصال مع أصدقائهم وعائلتهم في أي مكان، وهذا يفتح آفاقًا جديدة للعمل والحصول على المعلومات. كما يتاح الحصول على الدعم والمشاركة، حيث يمكن للأشخاص مشاركة مشكلاتهم والحصول على دعم ومشورة من الآخرين، مما يساعدهم في تجاوز التحديات التي يواجهونها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمهارات الشخصية والعملية والحصول على فرص عمل والتسويق للنفس، مما يفتح آفاقًا للحصول على فرص عمل جديدة وظهور مسارات مهنية مبتكرة. وتسهم أيضًا في خلق فرص للأفكار الرائدة وتسويق المنتجات والخدمات الجديدة.

مع ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تحمل أيضًا بعض المخاطر والجوانب السلبية. يمكن للاستخدام السيء لهذه الوسائل أن يتسبب في مشاكل مثل الاحتيال وسرقة الهوية، حيث يمكن للأشخاص الوصول إلى المعلومات الشخصية واستغلالها في تعريض حياة الأفراد للخطر. كما يمكن اختراق خصوصية الأفراد واستخدام بياناتهم في توجيه الإعلانات والتسويق المستهدف. ويمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤدي أيضًا إلى ارتكاب جرائم ضد المستخدمين، مثل التحرش والمضايقات الإلكترونية، وهذا قد يؤثر بشكل خاص على المراهقين والأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط إلى إضاعة الوقت وتدني التحصيل الدراسي، حيث يمكن أن ينشغل الأشخاص بشكل مفرط في استخدام هذه المنصات وبالتالي يتراجع أداؤهم في العمل أو الدراسة. كما يمكن أن تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية وتقويتها، حيث قد يتسبب الانشغال بالتفاعل الافتراضي في الابتعاد عن الأفراد الحقيقيين في الحياة وفتور العلاقات الأسرية. ويمكن أن يؤدي استخدام مفرط لهذه الوسائل إلى الشعور بالعزلة والانطواء على الذات. وقد يؤدي أيضًا إلى مخالفة منظومة العادات والتقاليد المجتمعية، حيث يمكن نشر قيم جديدة تتعارض مع التقاليد الاجتماعية المتبعة.

باختصار، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر أداة قوية للتواصل والتواصل الاجتماعي، ولكن يجب استخدامها بحذر ووعي. ينبغي على المستخدمين أن يكونوا حذرين ويتعاملوا معها بمسؤولية لتجنب المخاطر المحتملة والحفاظ على سلامتهم الشخصية والعلاقات الاجتماعية الصحية.