أثر العنف الأسري على التحصيل الدراسي
18-06-2023 02:28 PM
عمون - أثبتت الدراسات الأخيرة أن العنف الأسري يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي. فقد وجدت هذه الدراسات أن الأفراد الذين يتعرضون للعنف الأسري يعانون من تدهور في القدرات السلوكية والعقلية، وتعطل في المسارات الطبيعية للنمو. كما أشارت الدراسات إلى أن الصدمة والتأثير السلبي المتراكم للعنف الأسري يمكن أن يؤدي إلى تغيير في التنظيم الهيكلي للدماغ، مما يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي.
توضح الدراسات أيضًا أن العنف الأسري يؤثر سلبًا على القدرات المعرفية للأطفال والمراهقين والشباب. وقد وجد أن أداء الأطفال المعنفين في مهارات القراءة وتحصيلهم في الرياضيات يكون أسوأ بكثير من أقرانهم غير المعنفين.
وأظهرت اختبارات موحدة لأفراد تعرضوا للعنف في طفولتهم وأطفال يتعرضون للعنف في الوقت الحالي أن التحصيل النهائي لهؤلاء الأفراد في الاختبارات كان متساويًا إلى حد ما. وبالتالي، فإن احتمالية رسوب الأفراد الذين تعرضوا للعنف الأسري وتكرارهم للصفوف والمراحل الدراسية أكثر من مرة هي واردة جدًا.
وبما أن الفشل في التحصيل الدراسي يرتبط بشكل وثيق بسلوكيات التغيب عن المدرسة أو الهروب منها، فإن الأطفال المعنفين يعانون غالبًا من التغيب المستمر عن المدرسة أو قد يكونون قد تسربوا منها في وقت سابق. ويرجع المحللون النفسيون هذه الظاهرة إلى العنف الأسري الذي تعرضوا له في الحاضر أو حتى في طفولتهم. ولذلك، يعزون سبب فشل هؤلاء الطلاب في تحقيق تقدم في تحصيلهم الدراسي إلى العنف الأسري.
علامات العنف الأسري تتضمن مجموعة من السلوكيات السلبية مثل التهديد بإيذاء الفرد، وجرح مشاعره، وتحطيم الأشياء عليه، واستخدام الأسلحة الحادة، والإهمال المتعمد لأفراد يحتاجون الرعاية الجسدية، والكشف عن الأسرار الزوجية، والتزويج القسري، وأخذ الأموال بالإكراه، وغيرها.
العنف الأسري هو ظاهرة تحدث داخل النطاق الأسري، ويشمل سلوكيات الاعتداء والتعنيف والتخويف والسيطرة. ويترك آثارًا سلبية واضحة على الضحايا من النواحي الاجتماعية والنفسية والتعليمية والصحية. يشمل العنف الأسري جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الأطفال والشباب وحتى أحد الزوجين.
عندما يتفاقم العنف الأسري ويؤدي إلى إصابات خطيرة أو حالات وفاة، فإنه قد يتطلب تدخلًا قانونيًا وعقابيًا ودعمًا إنسانيًا.