نسمع دائما الكثير من الكلام الجميل الصادر عن رئيس الوزراء أو الوزراء، فيما يتعلق بالعديد من القضايا التي تهمّ المواطنين، الذين ما عاد يطربهم أي كلام معسول، فهم يريدون لمس ما هو حقيقي على أرض الواقع.

عشرة سنوات قادمة تتحدث عنها الحكومة، التي تقول إنه سيجري استقطاب أربعين مليار دينار من الإستثمارات الخارجية، والتي ستوفر مليون فرصة عمل على مدى هذه السنوات، والتي تريد الحكومة من الشعب إنتظارها.

وحديث عن العقبة بأنها ستصبح من أهم خمسين مدينة في العالم، وغير ذلك من الوعود الحكومية التي تنزل علينا كالمطر، ولكن لا نشعر بالبلل أبدا.

لا نريد أبدا الإستهانة أو التقليل من ذلك، فمن الممكن جدا حصول ذلك ، غير أن الحديث عن عشر سنوات ، فهو أمر يستبق كل الأحداث ، فليس من المطلوب أردنيا أن يتحدث الوزراء عن هذه الفترة الطويلة ، فالمواطن يرغب بما هو غير ذلك .

حسنا تلك الوعود العشرية ، ومن الجيد أن تنظر الحكومة إلى الأمام ، وجميل أن نشهد في قادم الأيام ما يثلج صدورنا ، غير أن الواقع يختلف تماما عن تلك التمنيات الحكومية التي تدهشنا في كثير من الأحيان .

المواطن الأردني يعاني الكثير ، هو لا يستنكر أبدا رؤى الحكومة ، غير أنه يرغب برؤية ما ينتشله من هذا الواقع من خلال إنجازات قريبة تساعد في حلحلة هذه الظروف التي يعيشها منذ أكثر من ثلاث سنوات .

لدينا القدرة في تحقيق كل إنجاز إن خلصت النوايا ، والكفاءات زاخرة في بلدنا ، المهم هنا هو الرغبة في العمل وتحقيق ما يريده المواطن ، الذي أقضّت مضاجعه احلاما حكومية ليست وليدة هذه الحكومة ، بل نتاج العديد من الحكومات التي أفاضت في وعودها دون أن نشهد ما يغفر لها عبر سنوات طال أمدها .