facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السعودية .. مناورة في المساحة الرمادية


د. حازم قشوع
01-01-1970 02:00 AM

لايوجد فى عالم السياسية "لون ابيض او اسود، بل هنالك رمادي مائل للبياض ورمادي مائل للسواد"، فالحدية بعالم السياسية غير موجودة لا في مبتدأ الكلام ولا بخبر العبارة ، حتى اثناء الحروب مهما بلغت ضراوتها وهو ما يجعل مساحة المناورة متسعة وجملة التقدير متعددة الأضلع وهذا ما يمكن اسقاطه على حالة المشهد السعودي الذي استغل مساحات المناوره لتقديم جملة مبتدأ وليس عبارة خبر في المشهد العام وهو ما تم ضمن ايقاع متصل يحقق اهداف متعددة في جملة سياسية واحدة .

فبينما كانت الدبلوماسية السعودية تنجز اتفاقا تاريخيا مع ايران على الارض الصينية بقيادة ولي العهد الامير محمد بن سلمان، كان الامير خالد بن سلمان وزير الدفاع يعزف سمفونية اخرى مع الولايات المتحده في كوريا الجنوبية بيما تلتئم الغرفة الامنية في تبوك لمناقشة القضايا الامنية والاستراتيجية في المنطقة بمشاركة (كل) الاطراف الامنية ومعتمدة بذلك على برنامج عمل يشرف على صياغته كوريلا صاحب نظرية فصل المسار السياسي عن المسار العسكري واختزال القرار الامني في تبوك كما بينه بعض المتابعين.

وهو العرض الذي يؤكد ان لا وجود لمصطلح ابيض واسود لا بالجملة التقديرية ولا في بيان العرض في محصلة جملة سياسية تفيد للتعاطي مع القضايا المركزية مع اشتداد حالة التجاذبات الدولية فى منعطف تاريخي يعصف بالعالم ويسقط بظلاله على المنطقة وذلك عند تقييم حاله مشهد يراد تقييمه لاستنباط بيان تقدير موقف عام .

فالرياض تعمل بذكاء ضمن فضاء دبلوماسي واسع وتحرص لاستثمار مساحة مناورة سياسية الى اقصى حد ممكن، وهو ان كان يشكل جهد كبير لكن في المحصلة من المهم انجازه لتعزيز درجة الاستقرار الحدودي للسعودية في اليمن والعراق كما في مناطق نفوذها اللبنانية بعد ان تعذر عليها الدخول في الفضاء السوري لدواع امنية.

وهذا ما تطلب منها اعادة صياغة للجملة الدبلوماسية مع القوة الصاعدة النووية الايرانية تقيها من ضربة في حال اندلعت حرب اقليمية ايرانية اسرائيلية وتبقيها على الحياد، اضافة لفتح قنوات تفاوضية امنية تقوم على مسألة المفاعل النووي السعودي مقابل علاقات تطبيعية مفترضة كما تصف ذلك بعض المواقع الاستخبارية حتى تستكمل السعودية مركز البيان المركزي بالمحصلة الجيوسياسية ، وهي جميعها نقاط ايجابية من منظور سعودي .

لكن من منظور آخر فإن خطوة خروج السعودية من المجال الحيوي للولايات المتحدة "سياسيا" قد يعرضها للدخول بحسابات اخرى في عقدة اصعب ، كما في بعض محطات التجارة العالمية والاستثمارات الدولية على الرغم من حرص الرياض التأكيد على مركزية حاضنتها العسكرية الامريكية من خلال البدء بانشاء مصنع للصواريخ التكتيكية بتقنية مدارية تحمل نماذج متطورة كورية ويابانية وبمشاركة بريطانية هذه المرة .

لكن هذه الخطوات تبقى تدور في اطار الفلك الآني البعيد وليس الاستراتيجي القريب كونها تبقى تدور في المجال الحيوي المتحرك الذي يبعدها عن مركز بيت القرار اذا ما بقيت تقف عند فضاء مساحة المناورة الواسعة، فما تراه يحمل طابع الزاوية المنفرجة يراه الطرف الآخر يشكل نقطة بعيدة يمكن لفظها عند أي منعطف حاد يتم التعاطي معه.

وهو ما يستدعي توخي اليقظة في جملة التعاطي مع الاحداث السائدة في ظل مشهد تقوم محاوره الجيوسياسية على عناوين حركة طاردة في تركيا وايران كما في اسرائيل التي كانت تعتبر بالسابق بيت القرار للاقليم، فإن المناورة في المساحة الرمادية تستوجب اليقظة، هذا لأن السعودية تشكل العمق الاستراتيجي للأردن ومصر والاهتمام بمجالها الحيوي واجب وفرض عين عليهما.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :