عقود من الإعلام الكاثوليكي في الأردن
الاب رفعت بدر
12-03-2023 12:40 AM
أقام المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، حفلا معبّرا وذا دلالات كبيرة، بمناسبة إحياء عشر سنوات على إنشاء المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وكذلك عشرين سنة على إطلاق موقع أبونا الإلكتروني، وشعاره إعلام من أجل الانسان، وإبصار النور للتشكيلة الجديدة للمجلس الإستشاري للمركز الكاثوليكي.
كان اللقاء حاشدا بحضور سلطات دينية ومدنية، من وزير التواصل الحكومي فيصل الشبول، وعدد من رؤساء الوزارات والوزراء السابقين، والأعيان والنواب الأكارم. وكذلك ما يربو على 20 سفيرا وسفيرة عاملين في المملكة، من الدول العربية الشقيقة، والأجنبية الصديقة. ومن البطريركيّة اللاتينيّة، الأسرة الرائعة التي أنتمي لها، ممثلة بغبطة البطريرك بييرباتيستا، وسيادة المطران جمال دعيبس، النائب البطريركي في الأردن، وغبطة البطريرك فؤاد الطوال الذي نشأ المركز الكاثوليكي في عهده. وأخوتي الكهنة من البطريركية اللاتينية، ومجلس رؤساء الكنائس في الأردن والراهبات والاصدقاء الاعلاميين.
رحبت يومها بالسيد حسّان حجازين والسيد محمد الكفاوين، الطالبين السابقين من جامعة مؤتة، واستذكرت كيف جاءا عام 2003، وقالا: «يا أب رفعت، لدينا مشروع تخرّج، ونريد نصيحة منك». كنت وقتها أكتب في جريدة الرأي الأردنيّة، ولم أكن قد دخلت بهذا الخط الإلكتروني الذي أصلاً لم يكن متطورًا كما هو اليوم. فقدمت للحجازين وللكفاوين، اقتراحًا بأن ينشآ موقعًا إلكترونيًا نسميه... أبونا. وهكذا كان. وقبل الشابان الكركيان، المسيحي والمسلم، أن يعملا معًا موقع أبونا. هذا هو سرّ هذا الموقع الذي بقي مبادرة خاصة إلى أن تكلمت مع البطريرك ميشيل صبّاح، وتمّ تبنيه كموقع تابع للبطريركيّة اللاتينيّة في عام 2005. ومن ثم، من عام 2012 أصبح تابعًا للمركز الكاثوليكي الذي تشرف عليه البطريركيّة اللاتينيّة.
وعلى مدار السنوات، نشأت صداقات وشراكات تدعم المسارات الإعلامية الحديثة، ولا تتوانى عن التشارك بإقامة نشاطات متعدّدة، وبالأخص ورشات العمل. وأقولها صراحة بأنّ ورشات العمل المميّزة هي العمل مع الشباب الجامعي، ودائمًا شعارنا: كيف نستخدم وسائل التواصل الإجتماعي في سبيل ثقافة اللقاء؟ أجل اللقاء ثقافة، أحيانًا تشتعل خطابات الكراهيّة، وتقود الى المشاكسات الاجتماعية بين المختلفين عنا لكن أن نحافظ على الاتزان، أن نستخدم هذه الوسائل استخدامًا رائدًا، وأن نربي الأجيال الطالعة على حُسن استخدامها، هذا ما نصبو إليه دائمًا.
وقد أصبح للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، اسم لامع، وأصبح مشاركًا في المؤتمرات، ومنظمًا للعديد من المؤتمرات سواء داخل الأردن أو خارجه. ومن الجميل أن تنشأ على مدار السنين صداقات وعلاقات أخوّة حقيقية مع العديد من اهل الصحافة والاعلام، ومنهم من حضر الاحتفالية وقدم التهنئة الصادقة.
فهذا العمل - ولنسمّه قصة نجاح- هو انعكاس للأردن الكبير الحاضن، الذي منذ عامين ومئة عام، بقي عصيًّا على الانكسار، وحاضنًا للإبداع، ومصدّرًا لرسائل الوئام والحوار في العالم، بفضل قيادته الهاشميّة، مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ومعهما ومع كل الخيّرين، ومع الأسرة الأردنيّة الواحدة، بمسيحييها ومسلميها، نتطلّع إلى المزيد من الإنجاز الثقافي في بلادنا المقدسة.
الرأي