التحالف السعودي الإيراني صفعة بعد سنين عجاف
حاتم القرعان
11-03-2023 07:24 PM
وصف البعض العلاقة الجديدة بين السعودية وإيران بوساطة صينية ، أنها " صفعة " بعمق رسائلها وتحالفها ، بعد توتّر العلاقات فيما بينها بمراحل شبه معقّدة حملت بآخر أحداثها في 2 يناير عام من كانون الثاني عام ٢٠١٦م ، قيام السعودية بإعدام 47 محكوماً بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهمة مساعدة إرهابيين ، وعقب ذلك إنتقادات إيرانية حول ذلك.
سياسياً ودبلوماسياً ، مرّت العلاقات الثنائية ( السعودية الإيرانية ) بخطوط النّار والخطر . أين أفضت الإتفاقات الجديدة بين الطرفين ؟ بعد مرور سبع سنوات من القطيعة بين الدّولتين.
أفلحت الجّهود الصينية مؤخراً بتقريب وجهات النظر والإتفاق في مباحثات جرت مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ، وبرغبة من طهران والرياض لحل الأزمة، وإتفاقهما على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ، وتبادل السفراء وفتح السفارات بعد شهرين.
إشادة سعودية إيرانية للجهود الصينية، التي تولّت فكرة بث الروح الدبلوماسية بين البلدين، بما يعزز الإستقرار والأمن الإقليمي ، وطي صفحة الخلاف والتوترات بينهما .
موقف واشنطن والبيت الأبيض من هذه الإتفاقيّة، عبر عنه سياسيين أمريكيين، بكلمات غير دبلوماسيّة ، معتبرين الجهود الصينية " تقزّم " الموقف الأمريكي في مثل هذه الصراعات ، لإحكام قبضة أميركا سياسياً، بما يتعلّق بالشرق الأوسط.
بعض الارتباطات الوثيقة بين توقيت استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، وغضب واشنطن، وحرب اليمن والحوثيين، وترأس بكين الاتفاق، وخيوط أدخنة من الجّهة الغربيّة تحمل رسائلها.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، جريء بالموقف السياسي ومتضلّع بعلوم العرب والسياسة، لا يقتصر النّظر على نتائج المرحلة، بل يبحث عن تمكين السعودية والخليج العربي برمته بقراره وموقفه الثابت، ويستخدم مرونة السياسة للبحث بالأفق عن تمكين السعودية وترتيب أوراقها الدولية وفرض قوتها وهيبتها.
هذه الاتفاقيات قد تسفر عن الكثير من الرؤى والتحديات، والآفاق، في القادم، ويتحزّم قادتها بالإستراتيجيات والتخطيط لبناء الحالة الجيوسياسية لأوطانهم ، من أجل الإبحار في الحضارة والسياسة.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.