نٌريد أحزاباً سياسية لا جِهَوية
د.محمد البدور
11-03-2023 12:37 PM
نٌريد أحزابا سِياسية تَصنعها قوى فِكرية تمتلك نظرة ثاقبة للمستقبل ورؤية فَاحِصة للحِاضر ومُدركة لمتطلبات التغييروالاصلاح والتحديث ٠
نٌريد أحزابا وَطنية أٌمها الوطن وأٌبوها المواطن تمتلك برامج سِياسية واقتصادية وتنموية وشبابية وتعليمية شاملة لكل جوانب الحياة، لا نُريد أحزابا تكون عبئاً على الوطن وتفشل تجربتنا وتقتل آمالنا الديمقراطية على اعتبار ان الاحزاب أصبحت أحد أدواتنا الوَطَنيِة لاِحدْاث التغْيير نَحو الافضل في الحياة العامة.
لا نُريد أن تكون الاحزاب مواقع جَهوية واستِعراضية جماهيِرية تَخدم أفرادا قد نكون عرفنا أدوارهم وتَعرفنا على قدراتهم وقد نَكون سِئمنا ألوان بدلاتهم، نُريد أحزاباً يكون زخمها الكادحين والفلاحين والشباب المثقفين المتحمسين المُتعطشين حتى تأتي لهم الفرصة ليكونوا صناع قرار.
نتمنى على قياداتنا الحِزبية التي تكررت أسماءها هنا وهناك، وترجلت من هناك لتأتي الى هُنا أن تحتفظ بأدوارها كمرجعية مُرشدة روحية لُخطى الصواب والتخطيط المُحكم والعمل الوطني الحكيم، أبداً لسنا بحاجة الى أحزاب تمتلك قواعدا جماهيرية ليتربع على سدتها قيادات تملك المال أو ملكت الجاه والسلطة عندها تصبح الاحزاب جماعات في تَجمعات بِلا مضمون، بل مجرد اسِتعراض وطني آخر لتلك الجماعات، أين برامجكم أُيها المتحزبين الجدد وقد عدتم الينا من جديد؟.
الحزب ليس مجمعاً اجتماعياً للعلاقات والقرابات والصداقات لمجرد أننا أصبحنا أصحاب احزاب والغلبة فيها للعدد لا للعدة والعتاد بلا ذخيرة فكرية أو برامجية أو رؤية قابلة للقياس والمراجعة والتقييم .
أين دعوات الاحزاب لاستقطاب أبناء المجتمع الذين لديهم رغبة وحماس ومبادرات او تجارب مؤثرة في الرأي العام؟.
على المتحزبين اليوم ان يفهموا انهم سيكونوا امام المساءلة الوطنية للرأي العام، ولن تكون احزابهم مجرد نزهة وطنية في حدائق ديمقراطية الوطن .
نريد احزابا قوية تطرق رحاب الوطن وتقف امام محراب القيادة الحقيقية للتغير، ولا نريدها منابر استعراضية لعرض الاكتاف، نريد احزابا تنهض بالوطن على اكتاف قوية لا هشة على أجساد سمينة بلا عظم ولا عضل فيها.
هنا الاردن وهناك الاردنين اصحاب الهامات الذين لم يعد تغريهم المهابات والجاهات على حساب مصلحة الوطن.