في مقال سابق عن توزيع الثروات، وجدت الدراسة الأممية ان 1% من عدد السكان في كل بلد يمتلكون ما نسبته 18% من مجموع ثروات البلاد ، ، واما 50% من عدد السكان لا يمتلكون أي ثروة، وهذه النسبة تنطبق على كل دول العالم. وفي كل دول العالم عدم المساواة في توزيع الدخل، يزداد سواء في كل عام ، والأردن من هذه الدول.

وقد ذكر تقرير صادر عن منظمة أوكسفام أن أغنى 1٪ من الأردنيين في 2020-2021 حققوا ثروة تزيد ستة أضعاف عن 50٪ من الطبقة الدنيا من السكان مجتمعين. في الوقت نفسه، افاد التقرير ان ثروات أغنى 55 أردنيًا (الذين تبلغ ثرواتهم 50 مليون دولار وما فوق) ، تساوي 4.5 أضعاف، ثروة نصف السكان مجتمعين (14 مليار دولار مقارنة بـ 3.1 مليار دولار).

وقالت منظمة اوكسفام، إن "ضريبة الثروة" بنسبة 2 في المائة على أصحاب الملايين ، و 3 في المائة على أصحاب الثروات التي تزيد عن 50 مليون دولار ، و 5 %على المليارديرات الأردنيين ستجمع 640 مليون دولار سنويًا. وكما اشارت مديرة منظمة أوكسفام في الأردن: "سيكون هذا كافيًا لزيادة الإنفاق الصحي بنسبة 42 في المائة، أو ما يعادل ثلثي متوسط التخفيضات السنوية في الميزانية (1 مليار دولار) للسنوات الخمس حتى عام 2027.

ولهذا رفع الضرائب على الأغنياء، والمؤسسات المالية الكبرى، مثل البنوك التي جمعت حوالي مليار دولار من الأرباح في عام 2022 كما اشارت بعض التقارير، وشركات الاتصالات ، وتخفيض ضريبة المبيعات على الصناعة الأردنية، يصب في صالح الاقتصاد الأردني، ويوفر الدعم للأكثر حاجة في المجتمع، وكذلك تمويل مشاريع الطاقة المتجددة وغيرها، للتخفيف من فاتورة الاعتماد على النفط المستورد. فلا يجوز ان يزداد الأغنياء ثراء، والفقراء اكثر فقرا والاقتصاد يعاني ونحن في حالة اللامبالاة. فالأغنياء يزدادون غنى على حساب الاقتصاد الوطني، وعليهم المساهمة العادلة في تخفيف الأعباء الاقتصادية علينا ، وهذا واجب وليس منّة من احد.

اما بالنسبة للبحث عن المعادن مثل النفط والغاز والذهب والنحاس واستخراجها، لخلق صناعات محلية، وسد حاجتنا من ما نصنع او نستخرج من باطن الأرض، ونصدر الفائض، هو مخرج أساسي لما يعانيه الاقتصاد الأردني، فحسب بينات التي يصدرها The world Bank ، وبعد ان قمت بتحليل البيانات ، فان الأردن ضمن 48 دولة في العالم ليس للمصادر الطبيعية مساهمة في الناتج الإجمالي المحلي، كما هو موضحا في الجدول ادناه.

أولويات الحكومة او الحكومات القادمة، يجب ان ينصب على زيادة الضرائب على الأغنياء ، والبحث عن المصادر الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن، وهذا ما اكد عليه جلالة الملك في لقاءاته المتكررة مع أعضاء الحكومات والنواب وغيرهم.

الخلاص وطوق نجاة الأردنيين هو رفع الضرائب على الأغنياء والبحث عن المعادن

waelsamain@gmail.com