facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تكن مثل "زومبي" .. اجعل حياتك مدهشة!


وليد شنيكات
10-03-2023 09:29 AM

ربما أسوأ قصاص يمكن أن يعاقب به الشخص نفسه هو عندما يستسلم للانتقادات الهدامة والقبول باستخفاف الآخرين بطموحاته وأحلامه وكذلك آماله في الوصول نحو الأعالي. هؤلاء لا يملكون هدفاً مثلك خاصاً بهم يناضلون من أجله، هم يريدونك أن تكون صغيراً وإن نجحت ستبقى دائماً في أذهانهم فاشلاً، ليس لسبب فقط، إلا لأنهم يكرهون أي بوادر نجاح في محيطهم من أيّ كان.

هؤلاء الكسالى يتشابهون فيما بينهم وتربطهم كيمياء واحدة من صفات احتقار النجاح والعطاء وكثير من الفضائل التي تجمع الإنسانية على صعيد واحد، ومع كل أسف تجد أن هنالك ضحايا لهم بعضهم انقاد من دون تفكير لأهوائهم ورغباتهم المدمرة بعد أن تفشى تأثيرهم وطال كل مكان في المجتمع.

نعم، هؤلاء العدميون جداً نتعامل معهم بشكل يومي وقد لا نشعر بتأثيرهم علينا بما يمتلكون من وسائل وسلوكات تدميرية تحطّ من قيمة الحياة والتشابك الإنساني وتنشر الفشل واللاجدوى، حتى إذا تمكّنوا كانت النتائج وخيمة وبدأت تظهر طبقة هشة اجتماعياً وإنسانياً تحمل صفاتهم، وهم أقرب إلى حياة الزومبي الفارغة الباردة فاقدة الوعي البشري عظيم المعنى والوجود الجميل.

لا تهن ولا تضعف ولا تعبأ بما يقولون واحذر أن تصبح واحداً منهم، فهم يسعون أن تكون مثلهم "زومبي" ميتاً وحياً، فارغ الروح والإرادة مسلوب الشكيمة والإصرار والعزيمة، ومهما تقاطعت معهم في شيء اعلم أن هذه المخلوقات لا تشبهك، يقضون أوقاتهم دون إحساس بمتعة أو فرح، صور بلا أحلام، كأنهم خشب مسندة لا روح فيها مجرد حُطام يملأ المكان وحسب.

نعم، لا تكن مثل كائنات "زومبية" تلك التي تمضي في هذه الحياة بلا مشاعر مجرد هياكل بشرية تدبّ على الطريق خاوية ليس أمامها هدف تعيش من أجله، يسيطر عليهم الهوان وقلة الحيلة، وهؤلاء منتشرون للأسف في محيطنا بكثرة تنطبق عليهم هذه الأوصاف غير الإنسانية، غير أنها تدخلهم في حياة ثانية تشبه حياة "الموتى الأحياء" كما تصفهم أفلام هوليوود.

قد تجد "الزومبيين" بهذه الأوصاف في العمل وفي الشارع والجوار، حتى أقرب الناس إليك ربما تجد فيهم بعضاً من صفات هذه المخلوقات العدمية تركن إليها باطمئنان يتسللون إليك بأحاديثهم الرطبة في كل شؤون حياتك حتى تصل الى قناعة ألا شيء له قيمة أو معنى في هذه الحياة، وبالنهاية تفشل في إدارة حياتك مكبّلاً بالأوهام والظنون التي نجح هؤلاء أن يغرسوها في ذهنك الغضّ.

يقول فريدريش نيتشه "في نهاية المطاف لا يجد الإنسان في الأشياء إلا ما ضمّنه هو ذاته فيها". لا تجعل حياتك خاوية، لماذا لا تملؤها بكل ما هو نافع وخيّر لك ولغيرك؟ وحاول ألا تضيّع وقتك في قضاء حياة لا تشبهك في شيء، مع آخرين لا يشبهونك أيضاً في شيء.

لا تكن مجرّد رقم أصمّ بلا قيمة في مسألة فيزيائية معقّدة وفاصلة إضافية تم حشرها بين الكلمات لا يتفطّن إليها أحد ولا حاجة لوجودها من الأساس. حاول أن تملأ الدنيا بوجودك الطاغي وتنشر سحرك في محيطك الإنساني بما لديك من فيض مشاعر الحب والعطف التي تجعلك حياً ويحيا بك الجميع. انشر ألوانك في الأرجاء مثل قوس قزح وحلّق كطائر حرّ في كبد السماء.

وإن تعذّر عليك ذلك ابتعد عن هؤلاء الأشخاص الذين سيشدونك إلى الأسفل ويجعلونك شخصاً ضجراً يسري الخدر في روحك وتغرق في بحر اللاشعور المدمّر، لأنك مع مرور الوقت ستفقد رغبتك في الحياة وستتعطل كل مشاعرك وتعتاد على هذا الخدر الذي سيهوي بك حتماً إلى موت سحيق أو يجعلك تحمل بعض صفات "زومبي".

اجعل حياتك مدهشة على طريقتك أنت لا على طريقتهم، وقاوم كل سموم "زومبي" المجتمع حتى لا تنطفئ روحك تحت ظروف الحياة، وأن تستعيد وجودك وأن تتحرر من هذه المشاعر الباهتة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :