في الجلسة السابقة لمجلس النواب، لفت انتباهي، رجل جاء مع زوجته لحضور الجلسة، واظن انهما جاءا من مكان بعيد..
كانت الزوجة مبهورة في المكان, والزوج هو الآخر كان يوزع نظراته بين زوايا القبة.. استطعت ان التقط اسم الزوجة «حفيظة» فقد كان يهمس في اذنها ويخبرها عن رئيس الوزراء وأين يجلس وعن رئيس المجلس.. وحفيظة كانت مبتسمة لأبعد حد.
يبدو انها المرة الاولى التي يأتيان فيها الى المجلس.. المهم ولشدة حماسته وانفعاله كان يقف بمحاذاة السور الذي يحد (الشرفة) ويلقي بنظراته الى النواب وكان الأمن ينبهه، ولكنه لم يعبأ بتنبيهات الأمن كان يركز على (حفيظة) كي تعرف المناصب والأسماء..
المشكلة انهم يتهامسون على ماذا يتهامسون.. لم اعرف؟ وعلى ما يبدو فان (حفيظة) مصابة بالتهاب رئوي لأن صوت (كحتها) كان يملأ الشرفات.. في النهاية ولشدة الانفعال لوّح الرجل بيده، ربما لأحد النواب ولأن هذا الأمر ممنوع.. طلب منه الأمن ان يجلس في الخلف..
وفعلاً ذهب للخلف ولكن حفيظة بقيت في مكانها.. وبحكم انه يملك وقاراً نادى عليها بصوت مرتفع.. نتيجة للارتباك فكان مني ان سمعت اسمها وربما ادى هذا الى ان يقوم بتوجيه نظرات حادة لي..
وقفت حفيظة.. ولكن على ما يبدو ونتيجة الجلوس الطويل تبين ان قدمها اليمنى (خدرانة).. فعادت للجلوس.. وحفيظة سيدة لا تعرف في (البروتوكول) فبثّت له الأمر على الهواء مع ابتسامات محيرة وقالت: «رجلي خدرانة»..
لحظات ووقفت (المدام) وكان تأثير خدران القدم واضحاً عليها ولكنها وصلت للزوج وجلست بجانبه وهو عاد يشرح لها ويخبرها باسم كل وزير واسم كل مسؤول..
للعلم تقدمت حفيظة بسؤال مهم وهو «وين الروابدة»؟ فكانت اجابة الزوج: «مو حاضر يمكن اليوم»،.. يبدو ان الأمر فاته فالروابدة في الأعيان وليس في النواب.
انتهت الجلسة وغادرنا جميعاً ولكن حفيظة لم تغادر، يبدو ان القدم اليسرى تعرضت للخدران مرة اخرى.. لهذا بقيت جالسة.
لم يلفت انتباهي ما تداوله السادة النواب في الجلسة بقدر ما لفت انتباهي سلوك مواطن اردني مبهور بالديمقراطية..
اظن ان قدم حفيظة ما زالت (خدرانة).
hadimajali@hotmail.com
(الرأي)