عشتار والخنساء وزنوبيا وبلقيس والكثير في عالمي العربي الموغل بالانتصارات ، الانتصار الذي لم يأت إلا بعقل نسوي حكيم ، عقل المرأة القادر على احتراف النبوغة والشجاعة بلا أدنى شك.

المرأة التي تقود جيوش الفتوحات هي ذاتها من تقود سفينة الأسرة وهي ذاتها من تدير مخططات عائلتها وهي من تصنع الرجال وتدرس الأجيال وتطبب المكلوم ، المرأة المزارعة هي ذاتها من قلمت نباتات حاكورتها كما تقلم أظافر صغارها وتربت على ورودها كما تربت على جدائل بناتها ، المرأة التي مسحت بقايا البارود من بندقية أبيها وشقيقها هي ذاتها من أهدتها لولدها عربون شهادة بدم عروبي يمتشق الأعالي.

المرأة سيدة العالم حينما جعلت للصباح معنى ، بصوتها العذب ونصائحها الثمينة ونظرتها السديدة وعنفوانها المستنير ، المرأة لا يوم لها ، لأنها قيمة وجودية لكافة ايام السنة، هي المتعالية عن الهرطقات وهي نخلة الوطن العالية ، العالية رغما وحتما وحقيقة.

يوم المرأة هو مساحة استذكار لمسيرة أنثوية لن ولم تهزها زوابع الانكسار ، هو للجميلات المكافحات المتقنات للحياة ، والحياة أمامهن تقف عاجزة أمام تسوياتها وغضبها وحتى غدرها ، فهي الصامدة العاملة والمنتجة المربية وهي الفارسة أمام حنجرة تعلن زغاريد الكرامة لاحتضان شهيد وكفن.

المرأة، سماء زرقاء ترتدي الأرض، نورا ومطرا وعطرا وشموسا لا تنطفئ.