أيام قليلة تفصلنا عن بداية جديدة، بداية يشتاق لها الروح والجسد، بداية شهر رمضان المبارك الذي يصادف الثالث والعشرين من الشهر الحالي نأمل من الله أن تكون بداية جديدة تستمد فيه الروح سكينه، بداية جديدة تبني فيها أرواحنا من جديد بعد أن أهلكها التعب على مرور سنوات طويلة ماضيه.

منذ زمن طويل وحياتنا تتجه إلى الأسوأ، أصبحنا فيها ننتظر أن يأتي الفرحة التي تعم القلوب وتعيد ما سرقته السنوات وجعا منها، لن تعد الحياة كما كانت ولن نعد نرى النور كما حدثونا من قبل، أيامنا أصبحت ذات روتين واحد ممل، روتينا لا تتحرك فيه سوى الأرقام.

نحن اليوم نواجه العديد من المشاكل النفسية التي أوصلتنا إلى حد لا يمكن وصفه، وكل أحد منا يقتسم جزء منها، نحن بحاجة للحظة التي تعيد لنا طاقتنا وتعيد بناء أحلامنا المتهالكة القاطنة داخل بيت في تلك القرية المهجورة التي لن تعد صالحة للسكن.
هناك البعض من الندوب التي تظهر على الجسد بسبب حادث أو نسيان ذاكرة، فالإصابات التي تحدث منها قد تلتئم بالعلاج أما هناك ندوب فتظهر الروح، وهي تكون مؤلمة أكثر من ندوب الجسد التي تخدش الروح دائما صعبة النسيان...

وبعض الندوب والجروح التي قد تظهر على جسم الإنسان ووجهه... لكن ندوبا أخرى تصيب الروح، وفي الغالب لا تظهر بذاتها، لكن يظهر الدليل عليها.

صحيح أنه قد لا يكون في مقدورنا رؤية ندوب الروح لأنها بالفعل غير مرئية، ولكن علينا أن ندرك أنها موجودة.

محاربة الشعور أصبح أمرا مملا والانتظار الذي كان يجب علينا أن ننتظره لن يعد كاف ليعيد طاقتنا المبعثرة التي فقدت جراء أحدهم.

ما أصعب أن تبقى الأحلام مسروقة، والأصعب أن أحلامنا ليس بذات الحجم الذي يتوقعه الجميع بل كانت بقدر استطاعتنا لكن كانت أكبر منا رغم صغر حجمها، والتي كانت سببا رئيسيا لأوجاعنا.

أصبحنا نأمل من الله أن يكون لنا من شهر الرحمة نصيب وأن يكون شهرا ترمم فيه الأرواح من أوجاعها، وتعيد لنا روح الحياة من جديد...