الأردن يريدك امرأة قيادية
المحامية ريم ابو حسان
07-03-2023 02:23 PM
نحتفل سنويا منظمات وافراد بيوم المرأة العالمي ونستذكر في هذا اليوم بالاخص دور المراة في المجتمع داخل الاسرة وفي الحياة العامة ، ونتوافق ايضا في هذا اليوم مؤسسات وسلطات واعلام حول اهمية الحفاظ على دور المراة الهام بحيث لا يمكن للمجتمع ان يتطور بدون مساهمة فاعلة من النساء في كل نواحي الحياة …
لعقود ومنذ ان كنت طالبة في كلية الحقوق ونحن نبحث ونحلل " تمكين المراة " وما يتوجب علينا فعله كدولة وكمجتمع وكافراد …
نمر اليوم في الاردن بمرحلة تحديث شاملة لمكانة المرأة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وبخطوات عملية تجاوزنا فيها مرحلة التنظير وكلمات الانشاء الرنانة ، نحن الان في مرحلة اعمار وبناء على ما تم انجازه …
في قانون الانتخاب هناك مقعد مخصص للمراة في كل دائرة انتخابية ، نعم كوتا لان التدبير الايجابي نحتاجه حتى في مرحلة التحديث ولا يمكن الاستغناء عنه مرحليا ،كما ان مكان المراة محفوظ في القائمة الوطنية في ترتيب اول ثلاث اسماء وثاني ثلاث اسماء… وتم تعديل شرط الاستقالة من العمل باجازة محددة المدة لتمكين النساء من الترشح وفي حال عدم الفوز ممكن العودة للوظيفة العامة الا في بعض الوظائف المنصوص عليها صراحة في القانون
في قانون الاحزاب تشكل النساء ٢٠٪ من مجموع المنتسبين للحزب وهناك حوافز مالية للحزب عند تبوء المراة منصب قيادي في الحزب في المجلس التنفيذي وغيره من مناصب داخل الحزب ،
-اقتصاديا ندرك ونعترف بانخفاض مشاركة المراة الاقتصادية بالرغم من ارتفاع مستوى التعليم لدى الاردنيات فقد كشفت الدراسات عوامل عده لهذا التناقض منها عدم تساوي الاجور عن نفس العمل ، وارتفاع نسبة مسؤليات الرعاية الاسرية للمراة الاردنية مقارنة مع اختها العربية وايضا المراة في العالم والعمل جاري على قدم وساق لتصحيح هذه الاختلالات لترتفع نسبة مساهمتها الاقتصادية
-ثقافيا للمراة مكانة خاصة في تقاليدنا وعاداتنا وديننا الحنيف وفي القوانين الكنسية التي تحكم اخواننا واخواتنا من الديانة المسيحية ، من هنا كان لابد من ادخال كلمة الاردنيات في عنوان الفصل الثاني في الدستور حول الحقوق والواجبات لتكون رسالة للمجتمع ان المراة الاردنية مواطنة لها حقوق وعليها واجبات واننا نبني هذا البلد سويا الى جنب اخواننا الرجال .
يعد اضافة الفقرة السادسة من المادة السادسة من الدستور "تكفل الدولة تمكين المرأة ودعمها للقيام بدور فاعل في بناء المجتمع بما يضمن تكافؤ الفرص على أساس العدل والإنصاف وحمايتها من جميع أشكال العنف والتمييز." علامة فارقة وتطور مهم في مسيرة المراة الاردنية … اصبح جليا التزام الدولة بتمكين المراة من اجل القيام بدور فاعل حسب مبادئ تحكم هذا الالتزام اهمها تكافؤ الفرص والعدل والانصاف والحماية …. توجب الفقرة السادسة على الدولة وضع التشريعات والانظمة التي تترجم هذا الالتزام لتشريعات كما ان هذة الفقرة تلزمنا معشر النساء ان نبادر بثقة ونشارك بايجابية ونبتكر بابداع ونتحدى بشراسة ما يشدنا للخلف من خلال العمل الجاد والريادة والمنافسة الشريفة .
قد يقول قائل انه يؤرقنا ازدياد حدة جرائم العنف وخاصة الاسري منه وهذا قول صحيح لا ننكره ولكن لنتذكر ان لدينا منظومة حماية متكاملة من تشريعات وخدمات وانظمة واجراءات علينا العمل على تطويرها ومساندتها لتخدم الضحايا والناجيات ومرتكبي العنف بشكل ناجع فاعل ويبقى الاردن في الريادة في الحماية الاجتماعية.
اطلب منكن زميلاتي في هذا اليوم ان تتذكرن ان تاريخنا حافل بنساء قياديات ( موزة العبيدات أميرة الحج بالدولة العثمانية ) ونساء واجهن الظلم ( عليا الضمور “النار ولا العار” ) نساء كان لهن دور استثنائي ( مشخص وبندر وشفق المجالي وثورة الهية / الكرك ) نساء طالبن بتكافؤ الفرص والعمل الحزبي السياسي ( اميلي بشارات ) نساء طورن العمل النسوي والتنموي ( عصام عبد الهادي وانعام المفتي واسمى خضر )
واليوم لدينا قيادات نسائية واعية تقدم كل ما لديها من امكانيات تناور وتفاوض للحصول على مكتسبات اكبر للنساء . لدينا شابات قياديات يجتهدن ونعتز بهن وما يقمن به من اعمال في الحياة العامة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والاعلام.
وفي هذا المجال لابد من ان ازجي تحية لاخواننا الرجال المؤمنين بدور المرأة وانها شريكة الرجل وصنوه في مختلف الميادين.
علينا جميعا ان نغتنم وجود قيادة سياسية ممثلة بجلالة القائد حفظه الله تؤمن بتمكين المراة ومشاركتها الفاعلة في الحياة العامة لنكمل المسيرة لعيون بناتنا وابنائنا ومن ياتي بعدهم ليبقى اردننا الوطن الأغلى.