عمون - يمكن تعريف التشرد من منظور لغوي على أنه عدم امتلاك الفرد لمأوى أو وظيفة، وهو سؤال الناس لسدِّ متطلبات الحياة. من المنظور العملي، يمكن تعريف التشرد كعدم امتلاك الفرد لمأوى مناسب للسكن البشري، وقد يتمثل ذلك في الإقامة في أماكن غير مخصصة للسكن كالملاجئ لفترة طويلة. قد يكون التشرد نتيجة لعدة أسباب، بما في ذلك الفقر، فقدان الوظيفة، العنف المنزلي، الاضطرابات العقلية، الأمراض والإعاقات الجسدية، واضطرابات الإدمان.
الفقر: يمكن أن يؤدي إلى التشرد، حيث يعجز الأشخاص عن توفير الأولويات الأساسية للحياة بسبب ظروف الحياة الصعبة وتعدد متطلباتها. قد يكون البطالة أيضًا سببًا للتشرد، حيث يفقد الفرد مصدر دخله ويصعب عليه تحمل تكاليف المسكن والحياة. يعتبر العنف المنزلي أيضًا سببًا مشتركًا، حيث يضطر الأشخاص للتخلي عن المنزل للهروب من العنف والإيذاء الجسدي أو النفسي.
الاضطرابات العقلية :تشير الاضطرابات العقلية إلى عدم قدرة الشخص على الاعتناء بنفسه وإدارة حياته اليومية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الابتعاد عن الأسرة والأصدقاء والتشرد. الأمراض والإعاقات الجسدية قد تمنع الفرد من ممارسة حياته بشكل طبيعي والحصول على وظيفة ثابتة لتأمين احتياجاته.
الإدمان : أحيانًا يكون له دور في تفاقم حالة التشرد، حيث يعاني المدمنون من صعوبات في الحصول على سكن وفرص عمل ثابتة، ويتعرضون للتمييز المجتمعي والقيود القانونية. السجن أيضًا يرتبط بالتشرد، حيث يواجه الأشخاص الذين انتهت عقوبة السجن صعوبات في إيجاد سكن ووظيفة.
السجن : يترتب على الأشخاص الذين انتهت عقوبة سجنهم صعوبات عديدة في إيجاد مساكن مناسبة وفرص عمل ثابتة، مما يرتبط التشرد ارتباطًا وثيقًا بأنظمة العدالة الجنائية. قد يواجهون قيودًا قانونية وتمييزًا مجتمعيًا بسبب سجلاتهم الجنائية، مما يجعل من الصعب عليهم إعادة التوطين والاندماج في المجتمع. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يدخل نحو 50,000 شخص في ملاجئ المشردين سنويًا بعد انتهاء فترة السجن.
التشرد قد ينجم عن ظروف شخصية قاسية، مثل الانفصال أو العلاقات الفاشلة، أو حدوث كوارث طبيعية. يتسبب هذا في تغيير جذري في الوضع الاقتصادي للفرد، وعدم توفر دعم وتوجيه مناسب في هذه الحالات، مما يؤدي إلى تشرد الفرد مؤقتًا حتى يتم تدارك الوضع.
توجد عدة حلول مقترحة للتشرد على المستوى الفردي، بما في ذلك:
فهم ظاهرة التشرد وتغيير الصورة النمطية المتعلقة بالمشردين، وتوفير الدعم والاهتمام لهم.
إنشاء ملاجئ ومساكن ملائمة للمشردين وتحديد المناطق التي يمكن الوصول إليها بسهولة.
تقديم المساعدات والتبرعات عن طريق الجمعيات الخيرية وتوفير الدعم المالي.
التطوع في العمل المجتمعي وتقديم الخدمات التي تساعد المشردين.
توفير التعليم والتدريب المهني للمشردين لزيادة فرصهم في الحصول على عمل ثابت.
زيادة الوعي المجتمعي حول قضايا التشرد والمساهمة في إقامة برامج توعوية.
على المستوى الدولي، يتعين على الدول اتخاذ التدابير التالية لمكافحة التشرد:
اعتماد سياسات فعالة للقضاء على التشرد وتنفيذها في إطار زمني محدد.
تشريع حماية المشردين من التمييز والانتهاكات.
إلغاء قوانين إخلاء المساكن وتوفير بدائل للمتضررين.
عدم تشريع قوانين أو سياسات تزيد من حالات التشرد.
تعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص لتوفير سكن بأسعار ميسرة.
إعداد خطط لخلق فرص عمل جديدة ورفع مستوى الدخل.
تشكل أشكال التشرد ثلاث فئات رئيسية، وهي:
التشرد الأساسي: الذين يعيشون في الشوارع أو المرافق العامة بشكل مؤقت.
التشرد الثانوي: الذين ينتقلون بين مأوى وآخر، مثل اللاجئين والمقيمين في ملاجئ الطوارئ.
التشرد من الفئة الثالثة: الذين يعيشون في منازل لا تلبي المتطلبات الأساسية للحياة.
لمكافحة التشرد بشكل فعال، يجب على الفرد والمجتمع والدولة العمل بتعاون مشترك لتوفير الدعم اللازم وتحسين الفرص المتاحة للمشردين.