جرائم القتل .. ما بين التحريم والتجريم!
د.محمد البدور
07-03-2023 11:20 AM
ست جرائم قتل خلال اسبوع روعت مجتمعنا للاسف، وهذا مؤشر خطير على حالة الهستيريا التي باتت تعتري البعض من مجتمعنا.. أين السبب؟.
في علم الاجتماع والجريمة هناك وصف عام للمجرمين انهم ليسوا اصحاء العقل والنفس والتفكير وهم اقل قدرة على استيعاب المتغيرات والمشاكل التي تواجههم وكثيرا ما يشعروا بالفشل والاحباط الذي يقود بهم الى حالة من الانحراف عن جادة الصواب وارتكاب الجريمة ٠
واذا ما وقفنا على اسباب الجرائم التي تقع في الاردن فإنما نجد اسبابها المباشرة تتراوح ما بين الظروف المالية والاقتصادية والمخدرات والعنف الاسري، أما الاسباب غير المباشرة فهي تعود الى سوء التربية الاسرية والجهل والاحباط وغياب الوازع الديني والانساني والاخلاقي عند هؤلاء القتلة، اضافة الى عدم وجود عقوبات رادعة ومغلظة بحق مرتكبي جرائم القتل وسفك الدماء .
الى متى هذا الاجرام؟، لابد من مراجعة قوانين العقوبات الجزائية لدى المشرعين واثره على كبح الجريمة التي باتت تهدد امننا الاجتماعي وتدمر أسرا بحالها بما ينجم عنها من مخلفات ومعاناة لأسر الضحايا واهل القاتل معا ٠
أين دور الواعظين الدينين في تحريم جرائم القتل وقد لعن الله قاتل النفس البشرية إلا بالحق، أين دور الاعلام ومنظمات المجتمع المدني
في التوعية المجتمعية والتحذير من مخاطر جرائم القتل على مرتكبيها ؟.
أما الاسرة وللاسف، قد فقدت حضورها التربوي والاجتماعي فلم يعد يعول عليها كثيرا في الاصلاح ولا تقوى حتى على مراقبة هواتف ابنائها ٠
أصبحنا اليوم بحاجة الى مراجعة امنية لاستقرارنا الاجتماعي الذي بات تهدده ظواهر سلبية تنهش بسمعة وطننا ما بين جرائم القتل والمخدرات والانتحار وحوادث السير وانتشار الكلاب التي باتت تعيش بيننا، وكذلك تزايد حالات الطلاق والعنف الاسري والى غيرها من الجرائم المالية والاقتصادية والفساد في الوقت الذي نتباهى اننا نعيش في واحة من الامن والاستقرار ٠
ربي اجعل هذا البلد آمنا واحفظ أهله آمنين يارب العالمين..