تَرجَّلَ قبل الأَوانِ
لماذا تَرَجَّلَ؟!
كنّا على موعدٍ لصلاةِ الضُّحى
وانتظرناهُ.. مَرَّ النهار الحزينُ
بِغَيْرِ أَذانِ!
ونامَ على جُرْحِهِ الجُرْحُ
لا الخيل واردةٌ فَتُواسي
ولا الليلُ.. يحملُ مِنْديَلهُ.. فَيُواسي
ولا السَّيْفُ –من غيرِ فارِسِه-
قادرٌ أَنْ يَرُدَّ الثّواني!
وكنّا على موعدٍ لصلاةِ الضُّحى،
عندما صادروا الصَّوْتَ،
فالحُزْنُ أطولُ من صمتِنا..
والمسافاتُ مزروعةٌ بالأماني!
ويسألُني عنه طفلٌ ببابِ العمودِ:
- متى يَطْلُعُ القَمْحُ؟!
- للقمحِ ميقاتُه!!
ولقد كانَ أقربَ منّا.. كثيراً
ولكنَّهُ لونُ أَعْيُنِنا، وخِداعُ الدُّخانِ
ولكنَّهُ وَجَعُ السَّيْفِ، حينَ يصيبُ الحقيقةَ
«داءُ الأغاني!!»
* وأنا في طفولتي.. كنتُ أذهب كُلَّ يوم جمعة، إلى ساحة الجامع الحسيني بعمان.. أنتظرُ قُدومه إلى الصلاة، مع الكثيرين.. لأرى طَلّتهُ الهاشميّة السَّمْحة.. وأُمنّي النفس بلقائِهِ.. لأُسمعه شعري الذي بدأ في وقتٍ مُبكِّر.. وأصافِحَهُ بيدي التي كانت غضةً، ولكنْ.. لم يُتحَ لي ذلك مع الأَسف.. وها أنذا أُنشِدُ بين يدي رُوحِهِ، بعد أَنْ رَحَلَ.. بعضَ ما ينبض به القَلب.. وهو شهيدُ «الأقصى المبارَك».. وشهيدِ فلسطين!!
(الدستور)