هل المطلوب من رئيس الحكومة أن ينشر السواد والسوداوية, أو أن يبعث الأمل ويستنهض الهمم؟ سؤال أطرحه على شكل إجابة لكل من ينتقد أو يتعامل مع تصريحات الدكتور بشر الخصاونة التي بات يؤكدها دوما, والمطلوب منه تأكيدها دوما وابدا, وأظن أن على كثيرين أن يتعاملوا مع الشعار كهدف وطني, وبدل انتقاد الرئيس عليه, نطالبه ببرنامج وطني شامل يحقق هذه القيمة العليا وأعني قيمة الجمال, التي تعني سلاسة الحياة وإنجاز المهمات المطلوبة على المسارات المتعددة التي طرحها الملك, ومن واجب الحكومة الالتزام بها وتنفيذها وفق خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة, فنحن نعلم أن حجم التجريف الذي وقع على البنية الوطنية, يحتاج إلى سنوات طويلة, والمهم أن نبدأ.
أضم صوتي إلى صوت الرئيس بأن أجمل الأيام لم تأتِ بعد, فالواقع الذي عشناه منذ سنوات طويلة مربك ومرتبك, حتى خلال سنوات الطفرة في النمو, التي شهدت مع طفرة النمو, طفرات غير مألوفة في الحياة السياسية, من صراعات وصدامات بين مسننات الدولة وما زلنا نعاني من تبعاتها, ومتأكد ان تستمر هذه التبعات لسنوات كما اسلفت, كما ان النمو المرتفع في تلك السنوات, لم ينعكس على حياة المواطن, لا بخدمات مميزة ولا برواتب تحقق له الكفاية المعيشية, فكل منتج سنوات الطفرة تم تسييله كمؤسسات اثقلت الحمل على الموازنة او على شكل منافع شخصانية, وخدمات اسفلتية واسمنتية, بات كلفة استدامتها او صيانتها اكبر من المستطاع.
استغرب ممن ينتقدون الشعار أو اللازمة التي باتت تتردد على لسان الرئيس, وكأن ايامنا السابقة كانت قمرة وربيعا, واذا كانت كذلك فلماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه من ضيق في الحياة وضيق في الصدور؟ بل لماذا دفعنا كل هذه الكلف الوطنية في الربيع العربي, ولماذا نسعى الى تطوير كل مفردات الحياة الوطنية من سياسة واقتصاد وقطاع عام, أليست النتيجة لما سبق نراها يوميا, في العنف المجتمعي والجرائم العجيبة والمخدرات المتصلة حربها, ونراها اكثر في حجم الاحباط السائر على عجلات نفاثة بين الشباب بعد ان وصلت البطالة في صفوفهم الى ارقام مرعبة, ونراها على جباه الاباء الذين استدانوا ورهنوا عقاراتهم وباعوا ما تيسر منها من اجل كرتونة معلقة على جدار او مهملة في درج مكتب.
بدل التندر او النقد للشعار, لمجرد انه صدر عن رئيس الوزراء, الواجب ان نقبل الشعار بيقين, ونطالب الرئيس وحكومته بتنفيذه على ارض الواقع, ومن خلال برامج وطنية فيها الكثير من الانجاز والعمل, وفيها الكثير من الامل والانضباط بالمواقيت والثوابت الوطنية, وان تكون هذه البرامج مربوطة بوقت زمني للانجاز, وبمكاشفة وشفافية ومحاسبة المقصر والمعطل لهذا الشعار الذي نحتاجه جميعا, حتى في حياتنا المنزلية اليومية, وان نعمل جميعا من اجل ان تأتي الايام الجميلة ولا تبقى شعارا مرسلا, لان هذا الشعار من اذكى الشعارات السياسية التي طرحها الدكتور بشر الخصاونة, واطالب الجميع احزابا وقوى مجتمعية ونقابات ان تلزمه بالشعار وتعمل معه لتحقيقه, فهو كاشف لكل أمراضنا السابقة والتي نخشى أن تصبح أمراضا مستوطنة.
(الراي)