الاحترافية والتميز معيار للجودة
الدكتورة ميرفت مهيرات
06-03-2023 04:38 PM
الاحترافية في العمل هي أن تقوم بالعمل الدقيق ذو الجودة العالية، ويقوم بها الشخص الذي يمتلك مستويات عالية من الخبرة والكفاءة، ونادرا ما يدرس الاحتراف، لأنه يكتسب من خلال مزيج من الملاحظة والتجربة والذي يكون نتيجة المهنية العالية.
تذكر دائما أنك أهم عنصر لتحقيق التميز الوظيفي هو الجودة والإتقان في عملك، وهي ما سيترتَّب عليها تطورك ومسارك الوظيفي، تقييماتك، سمعتك الوظيفية، فالنجاح مفتاح الشهرة! هذا الواقع وإن تغيرت المفاهيم لدى البعض.
لماذا جودة عملك؟ حتى لا تكن عاديًا فلتكن مميزا فالشيء المميز هو ما يجذب الانتباه دائمًا، والسؤال كيف أرفع من جودة عملي إذًا؟ هل تعلم لماذا تتفاوت الرضى عن ذات الخدمة من أكثر من مزود؟ إنها الجودة و الاحترافية في العمل بسبب الخبرة والتمرُّس، والنجاح بالتجارب والمهارات الواجب تطويرها.
جودة عملك هو ثروتك، ببساطة المهارة وإدارة الوقت عوامل كافية لتجعلك تتفوّق في مجالك أو حتى تبتكر جديد، الثقة بمهاراتك و بنفسك إلى أبعد حد.
حياتنا ليست سهلة وكل يوم يحدث لنا جديد ما في العمل و البيت كل هذه العوامل وغيرها الكثير تساهم وبشدة في تغيير حالتك المزاجية وحالتك المزاجية بدورها تؤثر على تحقيق الجودة والاحترافية في العمل.
أنصح بما نصحت به من أحد قيادات المؤسسة يوما ما " إقراءي فالقراءة غذاء الروح والعقل" يبدو غريبًا بعض الشيء وليس له علاقة بالموضوع لكنّي اكتسبت خبرة من القراءة وهي التي فتحت لي أفق التمييز والجودة في العمل؛ فالقراءة تلهمك، تزيدك معرفة، وتدخلك في عوالم كثيرة دون تصريح دخول، وأقصد هنا عن مهارة أو عادة ( القراءة المنتظمة).
لكن هل القراءة تكفي ؟ طبعا لا فنحن نحتاج لمهارات تدريبية المتعلقة بالعمل، و أعتبرها أساسية مثل المهارات الإدارية والقيادية و إدارة الجودة والتمييز، البرمجة، التسويق التعامل مع متلقي الخدمة والإقناع والتغيير وإدارة الوقت، الذكاء العاطفي...الخ، فالمهارات هي وزنك في هذا العالم، هي التي بإمكانها رفعك لدرجة أعلى.
تنظيم الوقت مهارة هامة بالنسبة للكل إنسان، فمهارة تنظيم الوقت واجبة التواجد لدى الجميع، فالوقت ثروة بالنسبة للموظف، بتنظيم وقته يمكنه تحقيق تقدُّم في العمل وبدون التنظيم لا يمكنه أن يتقد قيد اُنملة، التشتت قاتل، إن عملت وأنت مشتت ستنجز أعمالًا لا قيمة لها أو أقل جودة أو لا تنجزها أصلا.
تواصلك مع متلقي الخدمة وموظفيك أو رؤسائك فن بحد ذاته، طريقة مراسلتك إياهم، سرعة الرد، اهتمامك بالتفاصيل. إلخ، مهارة التعامل مع الآخرين بشكل عام تستحق التطوير والاهتمام، فهناك من لا يهتمون بها فيُخسرهم هذا تقييم أو عمل، أو ثقة، لذا عليك أن تتعامل فقط بدقة وصدق، لا تزد في الكلام ولا ترد بكلمة واحدة، أستخدم الذكاء العاطفي فهو أهم أنواع الذكاء، والذكاء الكلامي كذلك، على كل تصرفاتك أن تكون ذكية ولا تترك مجالًا لأحد بأن يتخذ عليك خطأ قد المستطاع.
هناك موظفون كثيرون في المؤسسات لا يتمتعون بالمهارة الفذة، لكنهم معروفون، وهذا يأتي لهم بثقة واحترام وتقدير، ربما تكون أنت أفضل من معظمهم، لكن لا أحد يعرفك ولهذا عليك تطوير مهارات التسويق الأولية لديك، سوّق ذاتك، وشارك أعمالك في كل مكان، سوّق ذاتك بأن تظهر في كل مكان وتوسع دائرة علاقاتك وأصدقائك لتشمل المزيد ممن يعملون في مجال عملك، هكذا تسوق ذاتك، تصبح معروفًا في مجالك، وعلي أن أذكر أنك لن تصبح معروفًا جدًا إلا بعملك وجودته، هاتين النقطتين أهم من كل شيء آخر.
في النهاية احرص دائمًا على سلامة حرفك، ووضوح كلماتك وسهولة وصول ما فيها من معان وأبتعد عن الكذب وتذكر أن كل فعل او قول تتخذه سيساهم في تكوين صورة عامة أو انطباع عنك وتحقيق الاحترافية في العمل، لذلك احرص على ألا تترك أثرًا تتعب في محوه لاحقًا وكما قال – ستيف جوبز، مؤسس شركة Apple "التميز معيار للجودة، هناك أشخاص غير معتادين على بيئة يُتوقَّع فيها التميز ".
ودمتم بخير