لماذا تعرض أميركا على إسرائيل حوافز كبيرة لمجرد تجميد حركة الاستيطان لمدة 90 يومأً ، طالما أن الاستيطان في الأراضي المحتلة يشكل مخالفة صريحة للقانون الدولي ، ومن واجب أميركا ، مباشرة أو من خلال مجلس الأمن ، أن تفرض على إسرائيل وقف الاستيطان باللجوء إلى الفصل السابع.
لماذا 90 يوماً وليس وقف الاستيطان طيلة مدة التفاوض ، طالما أن قيام دولة فلسطينية أمر متفق عليه مع تبادل في الأراضي ، فما معنى الاستيطان على أرض قبلت إسرائيل رسمياً أنها الأرض التي ستقوم عليها الدولة الفلسطينية.
لماذا تلجأ أميركا إلى أسلوب الرجاء والاستعطاف ودفع ثمن باهظ من أجل هدف ليس له قيمة وهو تجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً ، وكأنه يشكل اعترافاً بحق إسرائيل في استئناف الاستيطان بعد انقضاء هذه المدة.
عشرون طائرة مقاتلة من طراز إف 35 التي لا يرصدها رادار معروضة ثمناً للقبول بتجميد الاستيطان لفترة محدودة؟ إذا فشلت سياسة الجزرة فماذا عن العصا ، هناك أوراق أميركية عديدة يؤدي استعمال واحد منها إلى ركوع نتنياهو والانصياع للإرادة الدولية.
الرئيس الأميركي أوباما متهم بأنه رئيس ضعيف ، يعمل كمدير للحوار بين مراكز القوى بدلاً من صنع القرار ، فهل هو بحاجة لتقديم برهان إضافي لهذا الضعف عن طريق التعامل مع إسرائيل بهذه الطريقة التي توحي بأنها هي الدولة القائدة وأميركا هي الدولة التابعة.
ماذا لو قرر الرئيس الأميركي سحب الحوافز المعروضة والطلب من إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة بشكل مطلق وإلا فإنه سيوقف شحنات الأسلحة ، أو المساعدات المالية ، أو يسحب الغطاء عن إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.
الرئيس الأميركي يعترف بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل الدولتين هو مصلحة وطنية أميركية ، فلماذا يتردد في حماية مصالح أميركا الوطنية؟ ولماذا يمتنع عن ممارسة الصلاحيات المعطاة لأقوى منصب في العالم.
وحتى لو قبلنا أن أولوية أميركا هي القضاء على الإرهاب الدولي ، فهل يجهل أحد أن سلوك إسرائيل هو أهم منابع الإرهاب؟ بالأمس كان الملك عبد الله الثاني يقول إن استمرار الوضع الراهن في المنطقة يعني الانزلاق نحو الظلام فهل سمع أوباما؟.
(الرأي)