الحرائق في اسرائيل .. والاطفائيات من عندنا!
ماهر ابو طير
06-12-2010 02:23 AM
يشب حريق في جبل الكرمل في فلسطين المحتلة ، وتهرع حكومة اسرائيل طالبة المساعدة ، فترسل الحكومة ثلاث اطفائيات لاطفاء حريقهم كما فعلت بعض الحكومات كذلك.
وسائل الاعلام الاسرائيلية سربت القصة وقالت ان عمان استعدت لارسال ثلاث اطفائيات وانها استعدت ايضاً لارسال كل اطفائيات الدفاع المدني ، فيما الخبر الرسمي الاردني يؤكد ارسال الاطفائيات الثلاث ، ويقفزعن قصة ارسال كل الاطفائيات ، والقفز هنا يعني تكذيب هذا الجزء من المعلومة.
من مفارقات القدر ان يشب حريق في وادي شعيب عصر الجمعة الماضي ، ويؤدي الى حرق ما يزيد عن مائتي دونم وفقا للرواية الشعبية ، ومائة دونم وفقا للرواية الرسمية ، في الوقت الذي كانت فيه الاطفائيات تعبر الحدود الى فلسطين المحتلة.
كأن الله اراد ان يقول لنا اننا نطفئ هناك فتشتعل هنا ، في اشارة غضب وعدم قبول ، وفي تزامن غريب لا يمكن الا الوقوف عنده.
لا يمكن اعتبار حريق وادي شعيب بفعل فاعل اراد الانتقام من ارسال الاردن للاطفائيات الثلاث فهذا تفسير ساذج ، لان الحريق شب في وادي شعيب في لحظة مرور الاطفائيات عبر جسر الاحزان ، ولم تكن قصة ارسال اطفائياتنا قد تسربت حتى يأتي احد للانتقام.
اعجب التفسيرات التي يقولها البعض ان جبل الكرمل فلسطيني وان الاردن ينقذ ارضاً فلسطينية ، وهو تفسير غير معقول.
رأينا ايضاً السلطة الفلسطينينة ، ترسل اطفائيات فلسطينية لمساعدة اسرائيل ورائحة اللحم المحروق لاهل غزة ، ما زالت في الهواء الطلق ، وكأن السلطة كلها بلدية تابعة للاحتلال ، ومسخرة لخدمته.
سلطة رام الله ترسل الاطفائيات ، لان الشعب الفلسطيني والشهداء والجرحى لا كرامة لهم عند هذه السلطةً.
معروف مسبقاً ان المتنطحين سيقولون ان هناك علاقات دبلوماسية ، وهناك تبريرات دولية ، وغير ذلك من تبريرات ، ولعل كل هذه التبريرات تسقط مع رؤية حرائق اسرائيل على مدى ستين عاماً ، وحرائقها ايضاً في اغوارنا التي دمرت عشرات المزارعين.
من المفارقات اننا ندعي ان علاقتنا باردة مع اسرائيل لكنها مع "اول قدحة شرار" يتضح انها ساخنة ، وقد كنا قبل ايام امام حادثة دبلوماسية يتم فيها الاعتداء على موظفين محليين اردنيين في سفارتنا في اسرائيل ، تم حلها بمسحها في وجه العلاقات الدبلوماسية.
سؤال: حين تشب حرائق الاغوار كل صيف فتحرق اسرائيل مئات الدونمات لدينا ، هل كانت اسرائيل ترسل اطفائياتها لاخماد هذه الحرائق ، ام ان اخمادها كان على حسابنا ، ودمار المزارعين على حساب القضاء والقدر؟،.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)