ماذا بعد العجز الأميركي وانهيار عملية السلام؟!
سلامه العكور
06-12-2010 02:19 AM
واخيرا اعترفت ادارة اوباما بالصراحة والوضوح اللازمين بعجزها عن اقناع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بتجميد الاستيطان لمدة ثلاثة اشهر.. وهذا يعني وبالوضوح نفسه انها تتحمل مسؤولية هدر عقود من الوقت في صالح اسرائيل التي زرعت القدس الشرقية وضواحيها واجزاء كبيرة من الضفة الغربية بالمستوطنات..
لقد نسفت اسرائيل قناعة النظام العربي الرسمي المؤمن بان «99%» من اوراق اللعبة السياسية في المنطقة وان اوراق انهاء الصراع العربي - الاسرائيلي في يد الولايات المتحدة الاميركية.. وظهرت الولايات المتحدة على حقيقتها كدولة عاجزة عن دفع عملية السلام ولو خطوة واحدة الى الامام او هي لا تريد ذلك.. ولقد ظهر عجزها اكثر فاكثر في عهد باراك اوباما.. حيث تراجع عن ثوابت اكد عليها في بداية عهده كالتأكيد على وقف الاستيطان مثلا..
لقد رفعت ادارة اوباما الراية البيضاء مستسلمة ومعترفة بعجزها امام حكومة نتنياهو..وذلك رغم الصفقة التي تقدم واشنطن بموجبها احدث الطائرات المقاتلة لاسرائيل مقابل تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة اشهر فقط..
بل ذهبت ادارة اوباما بعيدا الى درجة اعلان التزامها بحماية امن اسرائيل ؛ وهنا يتعزز موقف المقاومة التي لم تراهن على عملية سلام فاشلة ومفاوضات عبثية..
اما الان فيأتي الدور الفلسطيني والعربي للرد على هذا العجز الاميركي وعلى هذا التعنت الاسرائيلي العنصري..
لقد أبدى الرئيس محمود عباس رد فعل منطقيا مقبولا بالاعلان عن ان كرامته لا تقبل المضي في هكذا وضع.. حيث لا يستطيع الانتقال من مدينة الى اخرى الا باذن من السلطات الاسرائيلية..وهذا يعني ترك مسؤولية ادارة المناطق المحتلة للاحتلال الاسرائيلي ليتحمل مسؤوليتها امنيا واقتصاديا وخدميا واجتماعيا وعلى كل صعيد..
بطبيعة الحال هناك خيارات عدة امام الشعب الفلسطيني والدول العربية.. من بينها احالة القضية الفلسطينية برمتها الى مجلس الامن الدولي احياء لقرارات الشرعية الدولية التي من بينها اقامة دولة فلسطينية مستقلة وقرار التقسيم..وهنا ستكشف واشنطن والعواصم الغربية عن حقيقة مواقفها من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وعن مدى احترامها والتزامها بالشرعية الدولية.. وعندئذ فان على الفلسطينيين والعرب التطلع الى قلع شوكهم بأيديهم وعدم الاعتماد على الذين زرعوا اسرائيل في قلب وطننا العربي الكبير للتحكم بمصير امتنا..
(الرأي)