النوايا الطيّبة وحدها لا تكفي لتقديم فن جيّد، فلا بدّ من عوامل أكثر أهمية مثل الصوت والأداء واللحن والكلمات..

وهنا نشير إلى اليوم المطربة كارول سماحة الجديد الذي حمل عنوان "الالبوم الذهبي" وآثار ضجة بمجرد ظهور اول أغنياته وهي قصيدة الشاعر ( الكبير ) محمود درويش وعنوانها " ستنتهي الحرب ".. وكذلك قصيدة " فكّر بغيرك " وما سيتبعهما من قصائد وكلها ال ( 12) اغنية لصاحب " مديح الظلّ العالي " و " سجّل انا عربي ".

ولا أحد يدري ان كان هناك اتفاق بين المطربة سماحة والشركة المنتجة الالبوم ومؤسسة محمود درويش التي أصدرت بيانا اعترضت فيه على كلمات القصيدة " ستنتهي الحرب " وقال البيان إن المطربة نسبت كلاما من " الفيس بوك " وهو ليس ما كتبه الشاعر درويش.

كما لا يكفي أن تكون نيّة المطربة كارول سماحة تذكير العرب بأهمية " الوحدة العربية " التي كانت " شعاراً " في الماضي وللأسف ، تحولت إلى " ذكرى " من أدبيات القرن العشرين.

كما أن رافعي ذلك الشعار إمّا انهم رحلوا ومَن بقي تغيّر حاله .. وصارت هناك القُطرية وكل بلد عربي يريد الحفاظ على نفسه في ظل التحوّلات السياسية وما جرى من حروب التقسيمات وخرائط جديدة.

المشكلة ان المطربة كارول سماحة التي شاركت في مهرجان جرش عام 2013، والتي أحبها الجمهور من خلال اغنياتها الجميلة مثل " اتطلّع فيّ هَيك " و " صدقني الغالي بيلبقلك " اختارك قصائد شاعرا كبيرا ورمزا من رموز الشعر العربي والعالمي.

والشاعر الكبير قامة وقيمة "درويش" له "سُلطة" و"سطوة" أدبية وجماهيرية وليس من السهل الاقتراب منها ومن أعماله باستثناء الفنان مارسيل خليفة وبعض المطربين القلائل.

ولا يقلل من قيمة المطربة كارول سماحة عدم الغناء للشاعر درويش بشرط الاختيار السليم "أداء ولحنا".

وحتى تجربة عمالقة الغناء العربي أمثال عبد الحليم حافظ بقصائد كبار الشعراء مثل نزار قباني وعبد الله الفيصل وكامل الشناوي وغيرهم كانت بحساب دقيق مع مراعاة ما يُناسب الاغنية واللحن، خاصة وأن هناك الكثير من القصائد يصعب تلحينها وبالتالي تقديمها.

كل هذا وما قلته لا يقلل ابداً من قيمة المطربة كارول سماحة..

ولكنه حُسن الاختيار.. وكما يقولون "غلطة الشاطر ب ألف" واقول ب " مليون " و " مليار ".. !!..