facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




"البريموس" والسياسة


د.محمد البدور
04-03-2023 04:47 PM

البريموس أو ببور الكاز اخترعه سويدي في أربعينيات القرن الماضي وقبله كنا في الأردن والبلاد العربية نطبخ على نار الحطب وكان البريموس في ذاك الوقت أجمل هدية يقدمها الرجل أو العريس لبيته أو أسرته ولكن في بداية ظهوره كان الناس يتخوفون منه لأن هذه الأداة كان يخشى منها من الانفجار وهذه شائعة وقتها انتشرت بسبب نقص المعرفة والتجربة والخبرة بكيفية وميكانيكية بريموس الكاز وظل البعض عازفا عن استخدامه معتقدا بخطورة استعماله ويومها كانت أدوات المعرفة عند الناس مايحكى هنا وهناك في المضافات ومجالس العائلات.

وأخيرا وبعد سنوات عرف الناس أن البريموس آمن ومريح ويشترط توثيقه ضمن جهاز العروس في ذلك الزمان قصة تخوف ابائنا وأجدادنا من البريموس عندما عرفوه تشبه قصة الببور تخوف غالبية مجتمعنا اليوم وخاصة الشباب من الانخراط بالأحزاب وممارسة السياسة كنشاط وطني تدعو إليه الدولة بكل عزم وجد كخيار ديموقراطي يساهم في تعزيز دور الشعب في صناعة القرار وإتاحة الفرص من أمام الشباب ليكون حاضرين في مواقع التغير والتأثير في مراكز صياغة القرارات التي تقود مسيرة الوطن إلى نحو أفضل حالا في الحياة العامة
وتحقيق النهضة الشاملة في كافة جوانبها الاقتصادية والتنموية والسياسية والعدالة والحداثة والانجاز والخ ولكن لازالت الدعوة العامة للجميع للانخراط بالعمل الحزبي لا تلقى صداها الواسع في صفوف الشباب وهم المكون الأكبر للمجتمع الأردني وقد تجد أن واحد من كل ١٠٠ شاب لديه الرغبة بالانخراط الحزبي أي أن الدعوات الحزبية والاستجابة لازالت قاصرة في معظم حالاتها على فئات معينة اما تقاعدت من وظائفها أو أصحاب رأس المال أو ممن سبق لهم ممارسة العمل السياسي كالنواب والوزراء والمسؤولين وقادة المجتمعات ووجهاء
العشائر وغيرهم وكثيرا ماينظم إليهم في دعواتهم وأحزابهم الأصدقاء والأقارب أو ممن يشاركون مخاجلة ومجاملة لهم رغم أننا لم نسمع كثيرا عن حزب ما تقدم ببرامج واضحة أو قام بالترويج لأهدافه بما يمكنه أن يؤثر في الاخرين لأن معظم الأحزاب حتى الان تبنى على العلاقات والفزعات دون أن يصدح صوت لأحدها عاليا ليسمع غيره بأنه هنا٠

لماذا لازالت الأكثرية من القطاعات المجتمعية غير مهتمة بتوجه الدولة نحو صناعة حياة سياسية أساسها المشاركة السياسية والأحزاب؟
ولماذا لازالت الأحزاب لاتجد بيئة اجتماعية وشبابية حاضنة لها ومؤثرة في وجودها وقدراتها على التأثير في مراكز صناعة القرار ؟
الحقيقية أن هناك حزمة من الأسباب بعضها اجتماعية وأخرى أسرية وبيئية أو اقتصادية وبعضها نقص في المعرفة ولا ننكر أن هناك تخوف من المشاركة الحزبية وقد يصل الأمر إلى ممانعة الأهل والأسر لانخراط أبنائهم في أي عمل حزبي أو سياسي وكذلك الاعتقاد أنها أحزاب جهوية فئوية تخدم أفراد قياداتها، وغير ذلك اعتقاد البعض أن التركيبة العشائرية تطغى على أي ثقل ديموقراطي في البلاد إضافة إلى حالة الاحباط التي تعتري الشباب والمجتمع بسبب الفقر والبطالة وعدم الثقة بأي توجه للدولة قد يحقق أي تغير نحو الأفضل في الحياة العامة وإلى ذلك عدم كفاية المعرفة والوعي الناضج بما ستصل إليه هذه الأحزاب ٠

لذلك وحتى نحفز أكثر على المشاركة الشعبية الحزبية والسياسية لابد من وضع استراتيجية وطنية توعوية تتظافر فيها جهود وسائل الإعلام والخبراء والمؤثرين في الرأي العام والجامعات والأخذ بعين الاعتبار دور التنشئة التربوية في المدارس للوعي بأهداف المرحلة الديموقراطية ودور المواطن وخاصة الشباب في إحداث التغيير ٠

على الدولة والأحزاب معا أن تتدرج بخطوات مدروسة لاقناع المواطنين بهذه المرحلة لطالما أنها من أهم خياراتنا الوطنية في
توجهنا نحو التغيير وبناء دولة مدنية عصرية يسودها القانون والمشاركة الشعبية الفاعلة في صناعة القرار في ظل حياة حزبية
ديموقراطية سيكون نتاجها يوما مجالس نيابية فاعلة وحكومات برلمانية يطبخها "البريموس" السياسي للأمة٠





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :