facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إعلام بلا أب!


محمد حسن التل
04-03-2023 04:09 PM

أصدرت إحدى الجمعيات العاملة في مجال الحفاظ على حقوق الحيوان بيانًا تهاجم فيه الإعلام الذي يبرز الآراء التي تطالب بالقضاء على ظاهرة الكلاب الضالة والعقورة، والعودة للقانون القديم بقنص هذه الكلاب، ووصفت في بيانها الإعلام الذي يتبنى هذه الفكرة أنه أعلام مضلل، وذهبت إلى أكثر من ذلك حين قالت إن الإعلام المضلل أخطر من الكلاب الضالة، وبهذا ساوت بين الإعلام والكلاب، وقد وجدت بهذا البيان مناسبة للحديث عن واقع الاعلام الوطني الصعب والاستقواء على هذا الإعلام الذي لا يتحمل البعض نقله للآراء المخالفة يأتي كحلقة من حلقات استباحة الإعلام الوطني وعدم احترامه عند الكثيرين الذين يريدون منه أن يتبنى رأيهم فقط، دون الآراء الأخرى المخالفة.

والواقع أن الإعلام الأردني الوازن منذ سنوات، يواجه محاولات التهميش وعدم الاحترام مقابل ما سماه البعض الإعلام الجديد" السوشيال ميديا" وقد تبنت طبقات عديدة من طبقات الدولة هذه النظرية، وخرجوا علينا بظاهرة المؤثرين والتريند وكل هذه المسميات التي تم دعمها رسميا في كثير من الأحيان متجاوزين الصحفيين اصحاب المهنة، كما ترك الإعلام الوازن ذو المصداقية يغرق في مشاكله المادية وغير المادية، حتى وصلنا إلى هذا الواقع المرير في الوقت الذي تم فيه دعم مؤسسات موازية بمئات الملاين.

الإعلام لدينا اليوم يواجه هجمة شرسة في محاولة لإلغائه وإقناع الناس بأنه لم يعد يتماشى مع العصر، في ضوء وسائل "الإعلام الجديد" ويتم الاستقواء عليه أمام نظر كل الجهات التي هي نفسها في ذات الوقت تشكو من فوضى السوشال ميديا بكل أنواعها، والتي تسبب لها صداعا مستمرا. وللإنصاف، فإن من يتحمل المسؤولية الأولى في وضع الإعلام الوطني حاليا، أصحاب المهنة وأهلها، فقد سمحنا منذ البداية أن يتم ازدراء وتهميش الإعلام الوطني، الذي قدم بأنواعه المختلفة ملاحما مهنية مشرفة على امتداد ما يزيد عن نصف قرن، وكان نموذجا تحاول الكثير من دول المنطقة محاكاته، حتى ظهرت لنا طبقة في المجتمع وفي الكثير من مساحات القرار لديهم "ولع" محموم بما يسمونه بالإعلام الجديد أو الإعلام الرقمي. حتى هذا الإعلام أداروا ظهروهم للجاد فيه، وظلوا يلهثون وراء السخافات وضحالة الرسالة والمنطق.

اليوم، إعلامنا من صحافة الكترونية وورقية وتلفزيون وطني ووكالة أنباء وإذاعة، حيث تشكل هذه المؤسسات القاعدة الأساسية الصلبة للانطلاق برسالة إعلامية وطنية في الداخل والخارج. هذا الإعلام اليوم يواجه تهميشا من المسؤولين الذين كانوا مغرومين بالإعلام الخارجي في السابق واليوم

أصبحوا رهائن لرواد الفيسبوك والمؤثرين على كل وسائل التواصل الاجتماعي، والاعلام الوطني الجاد أصبح بلا أب يدافع عنه، يجدف لوحده في مواجهة المد الأسود، مما يسمى بالسوشال ميديا ورواده، وفوق ذلك كله، يتلقى هؤلاء الدعم الكبير فيما تترك المؤسسات الوطنية تعاني من أزمات تكاد تخنقها، وفي نفس الوقت يراد منها أن تظل تصفق للمسؤولين على اختلاف درجاتهم، وأي محاولة نهوض منها تصد بالتهديد والعصى.. مع العلم انه في كل مرة تواجه البلاد أزمة تبرز مؤسسات الاعلام الوطنية كحائط سد دفاعا عن الاردن بكل صدق ومهنية واخلاص ..

آن الاوان ان يصحو البعض من غفوتهم وانبهارهم بما يسمونه الاعلام الجديد وينزلوا على اهمية الاعلام الحقيقي وضرورة دعمه، كما آن الاوان لاصحاب المهنة انفسهم الدفاع عن مهنتهم حتى يحموها من الدخلاء ويحصنوها ضد من يريد الا عتداء عليها او تهميشها مقابل فهلوات السوشيال ميديا.. يفوت الكثيرين ان الاعلام الوطني بكل تفرعاته مازال يتمتع بالمصداقية المطلقة عند الجمهور في حين ان الاعلام الاخر "الجديد" لايثق به احد ..

وبالعودة الى البيان الذي صدر من احدى الجمعيات أعتقد انه كان متسرعا وعصبيا لزم الاعتذار عن كثير من الفاظه..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :